الإخبارية نيوز :
بقلم : نبيل أبوالياسين
•لحظة فارقة في تاريخ الأمة
في زمنٍ تتصارع فيه الأجندات، وتنفجر الخلافات، ها هي "الدوحة" تُكتب من جديد في سجل التاريخ العربي.. ليس بدماء الحرب، بل بحبر الدبلوماسية!، لقاء ثلاثي نادر يجمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس السوري أحمد الشرع، تحت رعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسؤال يطرح نفسه: هل نشهد ميلاد عصر عربي جديد؟، أم أن هذه اللحظة مجرد ومضة في نفق الصراعات الطويل؟.
•لقاء الدوحة.. لماذا الآن؟
في خضم الأحداث المتسارعة في سوريا والمنطقة، جاء هذا اللقاء كـ"صاعق دبلوماسي"!، ومصادر عراقية تؤكد: أن الزيارة كانت "سريعة وحاسمة"، مما يشير إلى وجود "تطورات خلف الكواليس" تستدعي إعادة ترتيب الأوراق، اللافت أن اللقاء جمع وطرفين كانا على طرفي نقيض منذ سقوط نظام الأسد، مما يفتح الباب أمام "مفاوضات مصيرية".
•قطر.. ساحر الدبلوماسية الذي لا يُخطئ
لم نعد نتفاجأ بقطر.. لكننا نتعلم منها!
وساطات ناجحة من أفغانستان إلى لبنان، واليوم بين "بغداد ودمشق"، ماجد الأنصاري المتحدث القطري: اللقاء جاء بروح الأخوة العربية، وقطر تثبت مرة أخرى أنها "جسر العرب" عندما تعجز الأجندات الدولية عن حل الأزمات.
•رسائل خفية.. ماذا يريد العراق وسوريا؟
قراءة بين السطور: العراق: يريد دورًا إقليميًا عبر استضافة القمة العربية في مايو 2025، وسوريا: تبحث عن شرعية عربية جديدة بعد سنوات العزلة، واللغة المشتركة: "حماية التنوع الديني والاجتماعي".. هل هي إشارة لمستقبل سوريا ما بعد الحرب؟.
•هل يعيد العرب صنع تاريخهم بأيديهم؟
المفارقة الصادمة: أمريكا تلوح بوقف وساطتها في أوكرانيا، بينما العرب"يصنعون السلام بأنفسهم"، "وحدة عربية" لم تعد شعارًا.. بل خيارًا استراتيجيًا في مواجهة التحديات، فهل نرى قريبًا"قمة عربية استثنائية" تضع حدًا لسنوات الشقاق؟.
•ماذا بعد؟.. الطريق إلى القمة العربية
استعدادات بغداد لقمة مايو 2025 قد تُعيد رسم الخريطة السياسية، إذا: نجحت في جمع "سوريا والسعودية ومصر" على طاولة واحدة، وقدّمت رؤية اقتصادية وأمنية مشتركة بدلًا من الخطابات التقليدية.
وفي الختام: لن يكتب التاريخ نفسه هذه المرة.. بل نكتبه نحن!، والعرب اليوم أمام خيارين: إما أن يقفوا معًا في مواجهة العاصفة..أو ينتظروا حتى تُدفن أحلامهم تحت أنقاض التشرذم!،
وقطر أعطت الدرس الأهم: الوساطة ليست مجرد كلام.. بل إرادة سياسية، ومهارة دبلوماسية، وقلبٌ كبيرٌ يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.
كلمة أخيرة: إن هذا اللقاء ليس مجرد خبر عابر.. بل أداة تغيير تُعيد تعريف: كيف تُكتب الصحافة؟، وكيف تُصنع الدبلوماسية؟، وكيف يُروى التاريخ العربي الجديد!.. فإما أن نكون أو لا نكون!.
تعليقات
إرسال تعليق