هنا نابل بقلم المعز غني
وصلتُ إلى مرحلةٍ في حياتي تمنيت لو أنني لم أصلها متأخرًا ...
مرحلة لا تشبه البدايات ، ولا تَعِدُ بالنهايات ، بل تقف بينهما كعتبةٍ غامضة، لا يدري فيها القلب : هل يفرح لأنه نجا ، أم يحزن لأنه أضاع الطريق الطويل في التيه؟
يا ليتني أدركت مبكرًا أن الحياة ليست سباقًا نحو شيء ، بل رحلة نحو الذات.
ويا ليتني فهمت أن الذين يرحلون مبكرًا من حياتك ، هم أولئك الذين أرسلهم الله ليعلّموك درس الفقد ، لا ليبقوا.
أدركت متأخرًا أن الإعتذار لا يُقلل من هيبتي ، بل يُعلي من إنسانيتي ، وأن الصمت ليس ضعفًا ، بل حكمة لا يتقنها إلا مَن عرف ضجيج الندم وأدركتُ أنني أضعت سنواتي أبحث عن قبول الآخرين ، بينما كنت غريبًا عن نفسي ، لا أعرف ماذا أريد ولا من أنا.
يا ليتني لم أؤجل الحديث مع أمي حين نادتني بصوتها المتعب ، ولم أُخفِ ضيقي حين خذلتني الحياة ، ولم أضحك حين كنت أبكي داخلي فقط كي لا يُقال عني " ضعيف ".
وصلتُ إلى هذه المرحلة ، بعدما إنكسرت مرات ، وإنهرت في صمت ، وضحكت كي لا ينهار مَن حولي ، وكتبت على جدران قلبي مئات الأمنيات المؤجلة ولم تتحقق.
أدركت متأخرًا أن بعض العلاقات ، مهما تمسكت بها مصيرها الذبول ، وأن بعض الوجوه التي أحببناها لم تكن سوى عابري دربٍ وُجدوا ليُكملوا صفحة لا أكثر .
عرفت أن المال لا يشتري الطمأنينة ، وأن الشهرة لا تملأ الفراغ ، وأن التظاهر بالقوة لا ينقذني من ضعفي ، بل يزيدني غرقًا في الزيف.
يا ليتني لم أصلها متأخرًا مرحلة تعلّمت فيها أن السعادة قرار ، لا ظرف وأن السلام الحقيقي ليس في أن يكون كل شيء على ما يرام بل أن أكون بخير ، حتى حين لا يكون شيء كذلك.
مرحلة تعلمت فيها أن أختار معاركي ، أن أتوقف عن شرح نفسي أن أصمت حين لا أُفهم ، وأرحل حين يُساء الظن بي.
أدركت أخيرًا أنني لست مطالبًا بأن أكون كل شيء للجميع ، وأن أبسط الأشياء : كوب قهوة ، نسمة مساء ، صلاة خاشعة ، حضن أمي ، وكتاب صادق ... هي الحياة ذاتها.
يا ليتني لم أصلها متأخرًا لكن ، الحمد لله أنني وصلت.
فأن تصل ، متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا.
وصلت لمرحلة في حياتي وياليتني لم أصلها متأخرا ، عرفت أن معظم الجهود والكلام والأعمال التي قمت بها من أجل الآخرين كانت مضيعة للوقت والجهد ، وأنني لو إستثمرت هذه الموارد من أجل نفسي لكنت أفضل بألف مرة ، ولن يهمني أن تشابهت سعادتي بالأنانية وحُب الذات .
لا أحد يبقى .... ولا شيء يدوم .... عابرون نحن في قطار الزمن .... نمضي دون سير .... ونرحل في صمت .... ويبقى ما قدمناه ... !
من باب الأدب إستمع للبشر جيداً ، أما من باب الإحتياط فلا تصدق كل ما تسمع ...
عند الغضب ، يكون كلامك صحيح و أسلوبك خاطئ ، فانتبه ما يقولون !
إحدى صلواتك ستكون الأخيرة ، وستودع الدنيا بعدها ، فحافظ عليها ، وأحسن فيها جميعها ، فما تدري أيها ستكون الأخيرة. .
.عبارة تختصر الكثير : إحذر أن يشتكيك أحدٌ إلى الله .
أخلاقك :
هي من تجذب الناس إليك ، وإن كانوا لا يعرفونك …!
أسعد الله ايامكم إخوتي وأخواتي وأحبتي في الله ...
إن شاء الله نهاركم زين ../.
تعليقات
إرسال تعليق