الإخبارية نيوز :
في بداية مقالي هذا أقول: إن دماءُ الأطفال تُسيلها الصفقات، والأسرى يُعادلون بالأرقام، أما العدل فيُدفن في مقابر الصمت الدولي!، وصفقة الوسطاء"مصر وقطر" الجديدة تُعيدُ إنتاج المأساة ذاتها: دم فلسطين يُصبح عملةً مُتفقاً عليها لإنقاذ أسرى الإحتلال، بينما تُغلق المعابر على أنفاس غزة، وتُسحب البساط من تحت أي أملٍ بالتحرير، فهل يعي العالم أن كل صفقة تُبرم اليوم تُخلِّد الإحتلال، وتُكرِّس مبدأ «الحياة مقابل الحياة».. لكن بموازينٍ مسمومة؟، والقاهرة والدوحه يحاولان بجهود أنية إنقاذ غزة من نهر الد ماء الذي لا يتوقف منفردين دون دعم جادي من باقي الدول العربية والإسلامية.
• الصفقة بالأرقام: 5 مقابل 250.. ميزان الدماء المائل!
لا تُخفي الأرقامُ فظاعةَ المبادلة: إسرائيل تُطلق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا "150 منهم محكومون بالمؤبد" مقابل 5 أسرى لديها، بينما ترفض فتح معابر غزة إلا تحت شروطٍ تُكرِّس الحصار، والمفارقة أن 80% من هؤلاء الأسرى الفلسطينيين اعتُقلوا دون محاكمة، وفق تقارير منظمات حقوقية، بينما الأسرى الإسرائيليون مُدانون بجرائم حرب، لكن القانون الدولي يُطبَّق على مقاس المصالح!.
• تاريخٌ يعيد نفسه: من صفقة شاليط إلى «مذبحتنا الجديدة»!
ليست هذه الصفقة الأولى التي تَشتري بها إسرائيل أمنها بدم الفلسطينيين، ففي 2011، أفرجت عن الجندي «جلعاد شاليط» مقابل 1,027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم مئات الأطفال، واليوم، تُعيد إسرائيل الكَرَّة، لكن بذات القَسوة: فتحت معبر رفح لـعدة أيام فقط، ثم أغلقته فوق رؤوس آلاف العالقين، بينما ترفض وقف إطلاق النار حتى تُنهي "مهمتها" في تصفية المقاومة!، ولكن التحليل الوضح حتى تبيد ما يمكن إبادته وهي تعلم جيداً بأنها محصنه من العقاب.
• غزة تختنق: الصفقةُ تُفتَح والمعابرُ تُغلَق!
البروتوكول الإنساني المزعوم في الصفقة يبدو سُخريةً مُرّة: 2,000 شاحنة مساعدات محتجزة عند حدود غزة، و80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، وفق الأمم المتحدة، وحتى أطباء بلا حدود تُرسل نداءات إستغاثة: «نفاد الأدوية سيدفن مرضى السرطان تحت الركام!»، فهل الصفقة إنقاذًا.. أم إجهاضٌ للأمل!.
•مصر وقطر: قيادة إنسانية في مواجهة التهجير.. واشنطن تُموِّل آلة القتل وتُعيق المساعدات
وسطاءٌ من قلب الأمة.. مصر وقطر تُنقذان غزة من أتون التهجير الأمريكي الإسرائيلي!،
في الوقت الذي تُجسِّد فيه "مصر وقطر" دورًا إنسانيًا مُلحًّا عبر مبادراتٍ لوقف الحرب وإدخال المساعدات "مثل خطة مصر ثلاثية المراحل لإعادة الإعمار وفتح المعابر"، تُصر واشنطن على لعب دور المُخرب: فبينما تُموِّل إسرائيل بـ3.8 مليار دولار سنويًا لتعزيز آلة القتل، تُشرف على حصارٍ منهجي لغزة عبر منع وصول 80% من المساعدات الإنسانية، وفق تقارير الأمم المتحدة، وحتى الوسطاء الأمريكيون يتحركون كـ"سفراء مزيفين"؛ فمقترحاتهم تفرض فصل القضية الإنسانية عن الحقوق السياسية للفلسطينيين، بينما تُجمد أموال السلطة الفلسطينية لابتزازها سياسيًا.
• لماذا لا تصلح أمريكا للوساطة؟
"شريك في الجريمة" تنسق مع إسرائيل لفرض سياسة "التجويع الممنهج" عبر إغلاق معابر غزة ومنع الوقود والأدوية، مما أدى إلى وفاة 15 طفلًا فلسطينيًا بسبب البرد والجوع خلال شهر واحد وتم غلق كافه المخابز، "ذراع لوجستي للإحتلال" توفير الجسور الجوية لإسرائيل لنقل الأسلحة، بينما تمنع وصول الخيام والكرفانات للنازحين، "تضليل دولي" تُروج لصفقات تبادل أسرى "مثل مقترحها بتحرير 10 أسرى إسرائيليين مقابل عدة أسرى فلسطينيين"، بينما تتجاهل مطالبة حماس بوقف الحرب كشرطٍ أساسي.
•الرسالة الأهم:
جهود مصر وقطر ليست "وساطة" بل مقاومة بالدبلوماسية، لكنها تُواجه عُقدة فيلادلفيا "الحدود المصرية الفلسطينية" التي تُستخدم كذريعة أمريكية لتجريم القاهرة وعرقلة فتح المعابر، إنها معركة وجود بين دماء الأمة.. و"وساطة" واشنطن التي لا ترى في الفلسطيني إلّا رقمًا في صفقة!".
•مصر وقطر.. قيادةٌ تُضيء درب الأمة وتُعيد إحياء الضمير العربي!
في الوقت الذي تُحاصر فيه غزة بسياسات التهجير والدمار، تقف مصر وقطر "كـ" حائط صدٍّ إنساني يُنقذ آلاف الأرواح عبر مبادرات ملموسة: فـ"مصر" فتحت معبر رفح لإنقاذ المرضى وتُنفذ "خطة ثلاثية المراحل لإعادة الإعمار"، بينما تُموِّل "قطر" المستشفيات وتُدشِّن مشاريع سكنية للنازحين بقيمة "مليار دولار" هذا التحالف ليس مجرد وساطة.. بل "مقاومة" بالدبلوماسية والحقوق، وهو نموذجٌ يجب أن تحتذي به كل الأنظمة العربية.
• أيها العرب.. دماء غزة تُناديكم:
"مصر" ضخت 500 مليون دولار لإغاثة القطاع، ورفضت شروط التهجير رغم الضغوط الأمريكية، "قطر" حوَّلت دعمها إلى فعلٍ يومي: كهرباء للمنازل، وأجهزة طبية، وضغط دولي لكسر الحصار،
معًا، أطلقاً مشاريع إستثمارية مشتركة بقيمة 5 مليارات دولار لدعم اقتصاد غزة المُنهك.
• يا حكومات الخليج.. أليس العارُ أن تتركوا "مصر وقطر" تواجهان آلة القتل وحدَهما؟
الإمارات "أنفقت "10 مليارات دولار على صفقات التطبيع، فلماذا لا تُوجّهها لدعم غزة؟، "السعودية" تستطيع تحريك قوتها الإقتصادية لفرض عقوبات على إسرائيل، بدلًا من صفقات النفط المربوطة بوشائج واشنطن.
•أيها الشعب العربي.. القوة بين يديك!
مقاطعة المنتجات الداعمة للإحتلال سلاحٌ فعّال.. فلنُحارب بأموالنا كما نقاتل بقلوبنا، ضغوط شعبية منظمة يمكنها إجبار الأنظمة العربية على دعم التحالف المصري القطري، كما حدث في حملات مقاطعة فرنسا عام 2023، والرسالة الأخيرة:
التحالف المصري القطري ليس خيارًا.. بل خط الدفاع الأخير عن كرامة الأمة، فكما وقف صلاح الدين الأيوبي بالتحالفات، يجب أن نتعلم اليوم أن الوحدة العربية ليست شعارًا.. بل سلاحٌ يُحرّر الأرض ويُخلّد الأمم، فلسطين لن تموت.. ولكنّ صمتكم قد يقتلها!".
وفي ختام مقالي هذا أقولها كلمة: إن "الدم الفلسطيني ليس عملةً للصفقات، ولا الأسرى سِلعةً في سوق المبادلات!، كل صفقةٍ تُبرم دون إنهاء الإحتلال هي طعنةٌ جديدة في خاصرة الأمة،
وكل صمتٍ عربيٍّ يُشبه موتًا بطيئًا.. فهل نُدرك أن فلسطين ليست أرضًا تُمسح من الخريطة، بل جمرةٌ ستُحرق كل مَن خان؟، الإختيار الآن: إما أن نكون جدارًا يحمي الدماء.. أو نُدفن جميعًا تحت أنقاض العار!.
تعليقات
إرسال تعليق