🔴 هنا نابل ✍️ بقلم المعز غني
في زمنٍ تبلدت فيه القلوب ، وصمتت فيه الضمائر نعود لنُحصي عدد القتلى بدل أن نعدّ خطوات السلام ، كأننا لم نتعلّم شيئًا من مآسي الماضي ...
كأنّ صور الحرب لم تعد تهزّ أحدًا وكأن الركام والدماء أصبحا مشهدًا مألوفًا نمرّ عليه مرور الكرام …
تل أبيب تحترق الليلة ، وقبلها أحترقت غزة ، سقطت الأبراج ، وأحترق الحجر ، وصرخت الأرواح في العراء...
لكن هل تغيّر شيء؟
هل توقف صاروخ ليسأل إن كان الهدف عسكريًا أم طفلًا يحضن دميته؟
الدم نفسه ، مهما أختلفت اللهجات واللغات والوجع ذاته ، سواء حملتَ على ظهرك قنبلةً أو حملتَ في قلبك وطنًا ممزقًا.
نعم هناك من يحتفل ، وهناك من يوزّع الحلوى على وقع سقوط الضحايا ...
لكن هل الموت أصبح مدعاةً للفخر؟
هل إنتصارنا يقاس بعدد الجثث وعدد الطائرات المسيّرة؟
أيّ نشيد نُنشده اليوم لأطفالٍ وُلدوا تحت الأنقاض؟
أيّ ذاكرة سنكتبها للأجيال القادمة ونحن نغرق في بحارٍ من الحقد والثأر؟
إنها حربٌ لا تعرف الحق من الباطل ، لا تعرف من الظالم ومن المظلوم ، ففي لحظة واحدة يصبح المجرم ضحية ، وتُغسَل الوجوه بالدم لتبدو مقدسة.
الدم لا يبني أوطانًا ، بل يحفر قبورًا والحقد لا يزرع شجر الزيتون ، بل يحرق ما تبقى من جذوره ...
أين العقلاء؟ أين صوت الضمير الإنساني وسط هذا الجنون المتصاعد؟
سقط ضحايا في تل أبيب كما سقطوا في جنين، وإنهارت البيوت كما إنهارت في حي الشجاعية ، وبقي السؤال يلاحقنا نحن الكتّاب ، نحن الشهود على عصر الدم والنار:
إلى متى؟
ومَن التالي؟
وكم من الأطفال يجب أن يُقتلوا حتى نصحو من سكرة الكراهية؟
ليست الصورة التي تُنشر الآن مجرّد "خبر عاجل"،
بل هي مرآةٌ لنا جميعًا ...
مرآة لخذلاننا ، لصمتنا ، لعجزنا عن وقف آلة الموت التي لا تفرّق بين الضحية والجلاد.
فلنحزن على كلّ نفسٍ أُزهقت ، مهما كان دينها أو جنسيتها.
ولنكتب ، لا لنزيد الحطب في نيران الحرب ، بل علّ الكلمات تضيء دربًا نحو حياة أقل موتًا ...
🕯️ السلام ليس ضعفًا ، بل شجاعة تقف في وجه الدم.
🕯️ العدالة لا تُبنى على رماد المدن ، بل على كرامة الإنسان.
🕯️ إرحموا من في الأرض ، يرحمكم من في السماء...
#الحرب_لعنة
#الدم_واحد
#تل_أبيب #غزة #إيران #فلسطين #سلام_لا_دم
---
تعليقات
إرسال تعليق