حوار : الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في عالم الفن الذي كثيرًا ما يختلط فيه الوهج بالبريق، وتتشابه فيه المناسبات بين التصفيق والهدايا، اختار النجم الكبير علاء مرسي أن يحتفل بعيد ميلاده هذه المرة بأسلوب استثنائي، لا يشبه أحدًا سواه. لم يتحدث عن عمرٍ يمرّ، ولا عن شهرةٍ تتجدد، بل رسم لحظته الخاصة في صورة مشهد سينمائي متخيل، يفيض بالحب، والوفاء، والإنسانية.
قال علاء مرسي، في تصريح خاص، ردًا على سؤال تخيلي وعبقري:
"لو عشت يوم عيد ميلادي داخل مشهد سينمائي من تأليفي.. فمن يكون المخرج؟ من الممثلين؟ وما الجملة التي تُقال عند النهاية؟"
أجاب بابتسامة يعرفها محبوه جيدًا، تلك الابتسامة التي تحمل بين طياتها تجارب سنوات طويلة من الفن والحياة:
"المخرج؟ عاطف الطيب.. لأنه أكثر من عبّر عن الإنسان الحقيقي في كل أعماله. أما الممثلون، فهم كل أصحابي.. أصحاب العِشرة، الذين أحبّوني كما أنا، ورافقوني في مشوار طويل فيه من التعب والفرح ما يكفي لعمر كامل. والجملة الأخيرة التي أختار أن تُقال في هذا المشهد؟ ببساطة: ربنا يخلينا لبعض."
ليست الجملة ختام مشهد سينمائي وحسب، بل هي دعوة خالصة، من فنان صادق، يعرف قيمة وجود الناس في حياته، ويُدرك أن الدفء الحقيقي لا تصنعه الكاميرات، بل تصنعه القلوب التي تبقى بجانبك حتى عندما تنطفئ الأضواء.
أمنية العيد: السلام لكل مخلوقات الله
وفي لحظة تأمل عميقة، ابتعد علاء مرسي عن الاحتفالات المعتادة، واختار أن يُهدي عيد ميلاده أمنية شاملة للكون بأسره . لم يتمنَّ لنفسه مالًا أو شهرة أو نجاحًا جديدًا، بل قال بوضوح:
"أتمنى السلام لكل مخلوقات الله، وأن يحفظ الله البلاد، ويحسن الختام لنا جميعًا."
بهذه الكلمات التي تنبع من القلب، يُبرهن علاء مرسي مجددًا أنه ليس مجرد ممثل، بل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. إنسان تَشكّلَ وعيه بين أروقة المسرح، وشوارع الحياة، وأدرك أن قيمة الفنان ليست فقط في عدد الجوائز، بل في عمق الرسائل التي يُرسلها إلى جمهوره، وفي الإحساس بالآخرين حتى من وراء ستار.
علاء مرسي.. نجم المشهد الصادق
منذ بداياته، لم يسعَ علاء مرسي إلى الأدوار السهلة، بل خاض معارك فنية حقيقية، جعلته حاضرًا في قلوب الجماهير، لا ببطولات مطلقة، بل بأداءات حقيقية تمسّ العمق. هو ذلك الفنان الذي قد يُضحكك فجأة، ثم يُبكيك في المشهد التالي دون أن تشعر، لأنه يعرف أن الحياة لا تسير على نغمة واحدة، وأن الفن ليس رفاهية، بل رسالة.
وفي عيد ميلاده، يتجلّى هذا الوعي مرة أخرى. لم يكن الاحتفال مجرد مناسبة، بل كان فرصة للتأمل، للحب، للسلام، وللاعتراف بالجميل لكل من مرّ في حياته، حتى وإن كان بصمت.
وختام المشهد... دعوة للبقاء
في اللحظة التي يختتم فيها علاء مرسي "مشهده السينمائي" المُتخيّل، لا يختار كلمات درامية، ولا يرفع صوته بصرخة بطولية. بل يكتفي بجملة بسيطة، لكنها عميقة وراسية كجذور شجرة عتيقة:
"ربنا يخلينا لبعض."
جملة تختصر الحياة، وتُلخّص قيم المودة، وتُعبّر عن صُلب العلاقة بين الفنان الحقيقي وجمهوره، بين الإنسان والإنسان.
وها هو عيد ميلاد يمر، وتبقى الروح شابة، والقلب ممتلئ، والفن شاهدًا على رحلة فنان لا يشبه إلا نفسه.
تعليقات
إرسال تعليق