الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر يكتب
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتصاعد الضغوط النفسية والصحية، قلّما نجد من يتحدث بصراحة عن معاناته، لا بهدف الشكوى بل لتقديم يد العون والمشاركة. النجمة هايدي موسى، لم تكن فقط صريحة، بل كانت شجاعة عندما قررت تشارك متابعيها مشكلة صحية أثّرت على حياتها اليومية والنفسية لسنين طويلة: "مشكلتي بقالي سنين إني بتنفس من بقي بسبب الجيوب الأنفية والتضخم".
كلماتها لم تكن مجرد فضفضة، بل كانت صرخة إنسانية صادقة تعبّر عن معاناة عدد لا يُستهان به من الناس الذين يعانون من مشاكل تنفسية مزمنة دون إيجاد حل جذري، أو حتى من لا يعرفون أن طريقة تنفسهم قد تكون سبباً في إرهاقهم النفسي والجسدي.
التنفس... نعمة منسية
هايدي سردت تجربتها التي قادتها أخيراً إلى اتخاذ خطوة جديدة ومختلفة: الالتحاق بكلاس يوغا وبدء تدريبات التنفس من الأنف. المفاجأة التي اكتشفتها – كما وصفت – كانت صادمة: "اكتشفت إني مكنتش بتنفس، دوخت، ومعرفتش أكمل". تخيل أن تكون ممارسة التنفس الطبيعي مرهقة إلى هذه الدرجة! وهذا يعكس حجم التدهور الذي قد نصل إليه حين نهمل أجسادنا أو نتعايش مع مشاكلنا ظناً أنها "عادية" أو "هتعدي".
رسالة توعوية عميقة
ما يميز منشور هايدي ليس فقط صدقه، بل الرسالة القوية التي توجهها من خلاله: "لازم نعود نفسنا ع الأقل كل يوم ١٥ دقيقة"، وأعلنت التزامها بتمرين يومي لإعادة برمجة التنفس من الأنف.
وقد أرفقت تمارين تنفس عملية وتفصيلية يمكن لأي شخص اتباعها، تعتمد على الجلوس في وضعية مريحة والتنفس البطيء المنتظم عبر الأنف، مع التركيز على تهدئة النفس والاسترخاء.
صوت لكل من يعاني بصمت
منشور هايدي موسى لم يكن عادياً، بل يمكن اعتباره دعوة عامة لإعادة اكتشاف أنفسنا من خلال أبسط وظائف الجسد: التنفس. اختارت أن تكون صوتاً لكل من يعاني بصمت، وقررت أن تسلك طريق الشفاء الذاتي بوعي ومثابرة.
في عالم لا يتوقف عن الضغط والضجيج، تصبح رسائل مثل التي وجهتها هايدي بمثابة نبض أمل وتذكير إنساني بأن نبطئ قليلاً... ونتنفس.
تعليقات
إرسال تعليق