مقابلة : الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
كانت الأرض عم تدور ببطء، وكان العالم مشغول بنفسو، وكان رامي وحيد قاعد بمطرحو، عم يحلم حلم أكبر من قريتو، أكبر من مدينتو، أكبر من كل المساحات يلي حواليه، حلم يتخطى القارات، ويتسلل بين نجوم السما، حلم يلمس كل قلب بيعرف انو الإنسان خُلق ليكون أكتر، مش أقل، ومن الحلم، خلق طريق، ومن التعب، صنع طيارة طارت فيه صوب عاصمة السينما، صوب هوليود، وهناك، ما كان غريب، ولا طارئ، كان إنسان حامِل رسالة حب كبيرة للفن، ورسالة عشق أبدي للتمثيل، وهناك، كتبولو اسمو جنب كبار الحكاية، وهناك، حلمه صار صورة، وصورتو صارت قصة، وقصتو صارت حكاية للناس كلهم.
بعد المشاركة في أفلام عالمية، هل تشعر أن مسيرتك الفنية أصبحت أكثر تحدياً؟ وما هي آمالك المستقبلية في اختيار أدوارك القادمة؟ هل تفضل التنوع أم التركيز على نوع معين من الأدوار؟
حلمي أن أؤدي شخصية ملك من ملوك الفراعنة في فيلم يتحدث عن عظمة الحضارة الفرعونية وأسرارها التي لم تُكتشف منذ آلاف السنين، وأن تتم ترجمة هذا الفيلم إلى جميع لغات العالم.
في الحقيقة، لم أحب يومًا أن أُحصر داخل قالب درامي معين، يُقال عني أنني أُجيد لونًا محددًا وأتميز فيه عن باقي الألوان الأخرى.
أفضل دائمًا التنوع، ولا أحب أن أظل أسير لون واحد.
أهم شيء عندي أن أؤدي دورًا جيدًا في عمل محترم يحترم عقل الناس ويقدم لهم المتعة.
عمل يجعلك جالسًا أمام الفيلم دون أن ترغب في أن تتحرك من مكانك، بغض النظر عن مدى عمق الرسائل التي يقدمها.
على الأقل، أن نقدم متعة حقيقية، جمالًا فنيًا، وأداءً يجعل المشاهد يعيش معك اللحظة، يصدقك، ويحب ما تقدمه، وينتظرك، ويظل مركزًا معك دون توقع لما سيحدث، تاركًا كل شيء ومندمجًا مع الفيلم.
هذه بالنسبة لي قمة النجاح.
* شاهد رد فعل رامي وحيد عن مشاركته في مهرجان هاكت ستون
المشاركة في مهرجان "هاكت ستون" تمثل بالنسبة لي أهمية كبيرة جدًا.
هذا أول فيلم لي في أمريكا، وأول دور أمثله أمام الكاميرا هناك، وأول مرة يدخل فيلم لي مهرجانًا أمريكيًا.
هذه تجربة لم أكن أتخيلها يومًا، ولم أفكر فيها حتى.
لم أفكر يومًا أن أترك مصر وأسافر، ولكن سبحان الله، الظروف وحدها هي التي قادتني إلى هذه الخطوة.
كلما جلست أفكر بالأمر، أشعر بمدى غرابته، فلم أتوقع أبدًا أن أعيش هذه التجربة.
في الحقيقة، كانت المرة الأولى التي يُكتب فيها اسمي على تتر أو ملصق لفيلم أمريكي، وهذه بالنسبة لي خطوة كبيرة جدًا.
خصوصًا وأنني كنت وسط مجموعة من الممثلين الأمريكيين المهمين.
إنها خطوة أعتبرها الأولى في مسيرتي هناك، ودائمًا ما تكون الخطوات الأولى غاية في الأهمية؛
هي التي تضعك على بداية الطريق، حتى وإن لم تكن بالمستوى الذي تحلم به أو بالشكل الذي ترضى عنه بنسبة كبيرة.
لكن تبقى الفكرة الأساسية أن هذه الخطوة مهمة جدًا في مشواري الفني.
أن يُكتب اسمي على قفيش فيلم أمريكي، فهذا أمر ذو قيمة كبيرة بالنسبة لي.
كما أن الفيلم نفسه يشارك في مهرجان أمريكي في دورته السادسة، ما يدل على أن المهرجان مستمر ومؤثر في الساحة الفنية هناك.
كما اتفقنا، فإن وصول المهرجان إلى دورته السادسة يعد مؤشرًا جيدًا على نجاحه واستمراريته، وعلى حرص صناع الأفلام على التواجد فيه بأعمالهم.
المهرجان يدعم الأفلام المستقلة، تلك التي غالبًا ما تكون تجارب تمهيدية لمشاريع أفلام كبرى مهمة.
وهذا في حد ذاته يمثل حالة حراك فني كبير ومؤثر.
هنا في أمريكا، يعتمد الكثير من صناع السينما على مثل هذه المهرجانات للوصول إلى فرص أكبر وأفلام ضخمة.
هذه التجارب تعتبر البوابة نحو المشاريع الكبيرة كما اتفقنا.
وكل المشاركين يحاولون أن يقدموا أفضل ما لديهم، وهذه في حد ذاتها رسالة أمل لكل صانع سينما.
الفكرة أن مستوى الفيلم وحده هو الذي يحدد مدى وصولك إلى مكانة مهمة في السينما أو لا.
وما من شيء يمكن أن يحبط الفنان؛
فبأقل الإمكانيات يمكنك أن تصنع فيلمًا ناجحًا، وهذه رسالة مهمة للغاية.
ضد كل العقبات التي قد يضعها الإنسان لنفسه، لا شيء يمنعك من أن تحلم.
كل الأحلام موجودة، ولكن طريقة تنفيذها فقط هي التي تتغير من وقت لآخر ومن مكان لآخر.
وأهميتها تعتمد على كيفية تناولك للموضوعات التي تقدمها.
واليوم، لما نحكي عن رامي وحيد، نحكي عن حلم عبر المحيطات، عن موهبة كسرت كل القيود، عن فنان فهم انو الفن لغة واحدة، مهما اختلفت اللهجات، وفهم انو العين يلي بتدمع بفيلم مصري، هي ذاتها يلي بتدمع قدام فيلم عالمي، رامي مش بس رحل على بلد تاني، رامي نقل حلمو، وجعلو حكاية عابرة لكل الحدود، رامي هو دليل انو الطموح ما بيتقيد... ولا بينكسر... ولا بيموت.
تعليقات
إرسال تعليق