مقابلة : الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
من تراب الأحلام، من خيوط الشمس يللي بتنحك فوق المدى، ولد اسم رامي وحيد، مش متل باقي الأسماء، حمل بعيونو نار، وبقلبو خريطة مدن رحل عنها آلاف المرات بلا ما يغادر مطرحو، حمل وجع الإنتظار، وصبر الطموح، وشهقة البداية، وركب سفينة الحلم الكبير صوب أراضي ما بيعبرها إلا يلي بيملك إيمان أكبر من الخوف، رامي مشي خطواته متل جندي بيقاتل معركته لوحدو، كل مشهد كان معركة، كل دور كان أرض محروقة زرع فيها حلمة وسقاها بدموعه، وما وقف، وما تراجع، حتى وصل على بوابة هوليود، وقف قدامها مش متردد، ولا خجول، ولا خايب، وقف متل ملك راجع يطالب بعرش حُقّله، وكتب اسمو بالدهب عَ بوسترات الحلم، عَ قفيش فيلم أمريكي كبير، بين وجوه ولغات ولهجات كانت بعيدة، وصارت رفيقة الطريق.
بعد تجسيدك لهذه الشخصية المعقدة، هل تشعر بأن هناك جزءًا من نفسك قد تأثر أو تغير بسبب العمل على هذا الدور؟ وكيف ساعدك هذا التأثير في تطوير أدائك الفني؟
لا أستطيع أن أقول إنها شخصية معقدة تعقيدًا كبيرًا. أنا أراها شخصية تدور في اتجاه واحد أكثر.
في مصر، قدمت شخصيات أصعب بكثير، أستطيع أن أقول إنها كانت معقدة ولها أبعاد نفسية كبيرة وعمق، سواء في النشأة أو البيئة.
قدمت أدوارًا كثيرة جدًا جدًا، مثل فيلم حلم العمر، ومسلسل الطوفان، وحتى سلسال الدم، وبنتين من مصر، رغم صغر الدور فيه، لكنه كان له تأثير وأهمية كبيرة جدًا.
هناك أعمال كثيرة جدًا جدًا حملت هذا العمق، والحمد لله، كان يتم اختياري دائمًا لهذا النوع من الأدوار الصعبة، حتى في مسلسل قيد عائلي، وأيضًا مسلسل مماليك، آخر عمل قدمته.
كل هذه الأدوار كانت تحمل أبعادًا نفسية كبيرة وتاريخًا وبعدًا نفسيًا صعبًا، والخروج منها كان يحتاج إلى وقت طويل، وكان الإنسان يتأثر بها نفسيًا بشكل كبير جدًا.
لكن لا أستطيع أن أقول إن هذه الشخصية أثرت في نفسي بشكل كبير.
ربما لأنني بدأت في الحصول على معلوماتي عنها من المحيطين بي أكثر من المخرجة والمؤلفة، لأنها هي ذاتها الكاتبة وهي من تقوم بالإخراج.
لذلك كانت المعلومات التي حصلت عليها ليست مبنية على تاريخ عشته أو على خبرة شخصية، بل كانت مبنية على خبرات أشخاص تأثروا بهذه الشخصية.
أتمنى في الأدوار القادمة أن أكون قد كوّنت خبرات حقيقية من خلال المعيشة هنا، لكي أتمكن من التعبير بشكل أعمق بكثير.
فالإنسان يسعى دائمًا للوصول إلى مرحلة كبيرة من التأثير، وهذا هو الهدف الذي أطمح إليه.
وأحب أن أضع دائمًا الأمور في مواضعها الطبيعية.
أما بالنسبة لتجربتي هنا، أستطيع أن أقول إن السنتين اللتين عشتهما في أمريكا كانتا تجربة أثرت فيّ تأثيرًا كبيرًا جدًا جدًا.
أثرت في شخصيتي ولمست الكثير من الجوانب.
اكتسبت خبرات حياتية كثيرة، واختلطت بمستوى ثقافي مختلف، واكتسبت خبرات حياتية وتجارب جديدة.
تغيرت طريقة التعامل مع الأمور، طبعًا نتيجة لاختلاف العادات والتقاليد والدين.
وممارسة هذه الأمور يوميًا في الحياة جعلتني أتعامل مع أشياء كثيرة لأول مرة، وكان عليّ أن أواكب ما يحدث وأتعامل معه.
وهذا بالتأكيد أثّر في نفسيتي بشكل كبير.
وربما يكون هذا التأثير قد حدث داخلي دون أن أشعر.
أما هذا الدور تحديدًا فلم يؤثر فيّ كثيرًا، لأنني كنت قد انتهيت من تصوير الفيلم منذ فترة طويلة، حوالي ثمانية أشهر تقريبًا، ولم يكن التأثير العميق قد حدث بعد.
الآن، كل يوم يمر عليّ هنا يترك أثرًا أعمق بداخلي ويضيف إلى خبراتي شيئًا مهمًا.
كل يوم يضيف لي صقلًا وخبرة استفدت منها جدًا جدًا جدًا.
فإذا كان هذا ما تقصده بالتأثير، نعم، بالتأكيد حدث التأثير، ولكنه جاء نتيجة الممارسة اليومية والاحتكاك بالحياة والناس، والصراع اليومي الذي يعيشه أي شخص يعيش في أمريكا.
واليوم، لما بيتحرك رامي وحيد وسط كاميرات هوليود، مش بس بيمثل، عم يرسم جدارية النصر على حيطان الحلم، كل نظرة، كل حركة، كل تنهيدة، عم تكتب فصل جديد من كتاب اسمو "إرادة لا بتموت"، مشهد ورا مشهد، فيلم ورا فيلم، بيكبر الحلم وبيصير وطن، بيكبر الإنجاز وبيصير طريق لآلاف غيرو، واليوم، لما نذكر اسمو، مش بس منحكي عن فنان مصري رفع راسو، منحكي عن رمز لكل مين قرر يحلم وما يخاف، لكل مين آمن انو الهزيمة مش نهاية الطريق، وأنو المستحيل... كلمة بتنهزم قدام الإصرار الحقيقي.
تعليقات
إرسال تعليق