بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء، فاللهم إنا نسألك وأنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت القوى ونحن الضعفاء إليك، نسألك أن تغنينا من فضلك العظيم، وأن تجعل أيدينا دائما هى العليا وألا تجعلها هى السفلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم " جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطى عطاء من لا يخش الفقر" اللهم صل عليه وعلى آله وصحيه أجمعين ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم القيامة.
ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فريضة الزكاة، وإن الزكاة لها آثار اجتماعية، ولها أساسيات في الإسلام منها تطهر المال وتزكي النفس وتسد حاجة الفقير، وإن الزكاة مرة واحدة في العام تؤخذ من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم، والخارج من الأرض من حبوب وثمار وما في معناه كالعسل الذي يأتي من النحل، ومن عروض التجارة، ومن الثمار بأنواعه حسب ما قاله الفقهاء، ومن الأثاث إلى غير ذلك كالمعادن والركاز، الموجودة في كتب الفقه ومضانها، والزكاة الواجبة في الذمة، وهي زكاة الفطر التي تجب على كل مسلم في نهاية شهر رمضان وصدقة التطوع، وهي ما يخرجه المسلم إحسانا إلى غيره طلبا لزيادة الأجر، ولا زكاة في شيء حتى يبلغ نصابا، ولا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول وكذلك الخارج من الأرض.
اقرا ايضا الذكاء الاصطناعي بين الإبداع والمخاطر:
اقرا ايضاإشارات من نار.. فاحذر أن تحترق!
وإذا منع المسلم ما يجب عليه تضرر، وإذا أخذ ما لا يستحق أكل حراما، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعطي الزكاة إذا علم أن هناك من يحتاج، وإذا سأله أحد يقول "لا حظ فيها لغني أو مكتسب" والجباة الذين يأخذون الزكاة لا بد لهم ان يكونوا عادلين ففي الحديث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى خيبر ليخرص لهم الثمار، ويخرص يعني يقدرها لهم ليستخلص ما وجب عليهم دفعه للرسول صل الله عليه وسلم فأرادوا أن يرشوه، فقال يا أعداء الله، تطعمونني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إليّ، ولأنتم أبغض إليّ من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على ألا أعدل عليكم، فقالوا بهذا قامت السموات والأرض" ولا بد من العدل، وإخراج الواجب من المال طيبة به النفس، راضية غير منافقة، ولا ومؤذية.
وإذا هالك كثير ما تدفع من مالك للمحتاجين، فانظر إلى كثير ما أعطاك الله، فكان من هديه صلى الله عليه وسلم الدعاء لمعطي الزكاة، فتارة يقول له "اللهم بارك فيه وفي إبله" وتارة يقول "اللهم صل عليه" ويشجع المزكين ويفرح يدعوه المحتاج، ولا محاباة في الزكاة، فهي تدفع للأصناف الثمانية التي جددهم القران الكريم حيث قال الله تعالى في سورة التوبة " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" وقال الإمام ابن القيم صنفان من الناس، من يأخذ لحاجته فيأخذ بحسب شدة الحاجة وضعفها وكثرتها وقلتها، وهم الفقراء والمساكين وفي الرقاب وابن السبيل.
والصنف الثاني من يأخذ لمنفعته وهم العاملون والمؤلفة قلوبهم والغارمون، لإصلاح ذات البين، والغزاة في سبيل الله، فإن لم يكن الآخذ محتاجا ولا فيه مصلحة للمسلمين فلا سهم له في الزكاة.
تعليقات
إرسال تعليق