القائمة الرئيسية

الصفحات

إشارات من نار.. فاحذر أن تحترق!

بقلم: أحمد الشبيتي

في زمنٍ تحوّلت فيه الصفحات إلى ميادين، والتعليقات إلى طعنات، والمنشورات إلى سهام، نعيش واقعًا مُرًّا مؤلمًا، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بإشارات خفية، وشفرات مبطنة، وكلمات موجَّهة مغطاة بالسخرية أو الحقد أو الشماتة، يُراد بها شخصٌ بعينه ليقرأها و"يفهمها"!

أين ذهب الحياء؟ أين اختفت الأخلاق؟
لماذا أصبحنا نرمي بعضنا البعض بكلمات مسمومة من خلف الشاشات؟
أين نحن من قول الله تعالى:

 "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" [البقرة: 83]؟
وأين نحن من حديث النبي ﷺ:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" [رواه البخاري ومسلم]؟

إن هذه الإشارات المبطنة واللمز والغمز، ليست ذكاءً ولا جرأة… بل ذنبٌ مكتوب، ووزرٌ يُحمَّل على الكتف، وحسرة في صحيفة الأعمال يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
كل "بوست" يُكتب بسخرية، كل "ستورى" فيها تجريح، كل تعليق يحمل شتيمة أو شماتة… هو شهادة ضدك يوم القيامة إن لم تتب.

 انتبهوا...

لسنا مجرد كُتّاب على الفيسبوك، نحن محاسبون على ما نكتب.
فلا تكن صفحتك مزرعة سيئات، بل اجعلها صدقة جارية... انشر ذكرًا، حكمة، دعاءً، قيمة جميلة…
كن أنت صاحب الكلمة الطيبة التي تَسرّ قلبًا، لا التي تُدمّر نفسًا.
كن من أهل المعروف، لا من ناشري الغيبة والفضائح والكلام المبطّن.

 دعوة صادقة:

يا من تكتب، تذكّر أنك ستُسأل عن كل كلمة خطتها أناملك، فاختر ما تحب أن تراه في ميزان حسناتك.
أعد النظر في صفحتك…
اجعلها مرآةً لخلقك، لا لبغضك.
اجعلها سبيلاً للخير، لا منبرًا للشماتة والتشهير.
عودوا إلى دينكم، عودوا إلى أخلاقكم… فالصفحات تشهد، والكلمات لا تموت.

تعليقات