القائمة الرئيسية

الصفحات

تحالف الظلال: كيف يبيع ترامب أوكرانيا لمصلحة بوتين؟


 الإخبارية نيوز : 

25 أبريل 2025

بقلم : نبيل أبوالياسين 

في أروقة الكرملين، حيث تُحاك الصفقات في الظل، يجلس "فلاديمير بوتين" مبتسماً بينما تُباع أوكرانيا قطعةً قطعة... اجتماعات سرية، مقترحات غامضة، وحرب كلامية تشتعل بين ترامب وزيلينسكي. ما الذي يُخبئه الاقتراح الأمريكي لإنهاء الحرب؟، ولماذا يبدو ترامب وكأنه "يدٌ في قفاز" بوتين؟، في المقال هذا أكشف الخيوط الخفية لصفقة قد تُغير خريطة أوروبا إلى الأبد.


مقترحات ترامب: هدية مُغلَّفة لـ"بوتين"

  










كشف المحلل باراك رافيد لـCNN أن مقترحات ترامب لوقف الحرب تتطابق بشكلٍ مريب مع شروط بوتين: الاعتراف بضم القرم، والسيطرة الروسية على الأراضي المحتلة منذ 2022. بل إن بوتين يُصر على خطوة أبعد من ذلك: نزع سلاح أوكرانيا تماماً ومنع وجود قوات دولية فيها، والمفارقة؟:، أن ترامب يرفض انتقاد بوتين علناً، بينما يهاجم زيلينسكي بقسوة، واصفاً إياه بـ"عديم الأوراق" ، وهل تُعِد واشنطن لروسيا انتصاراً دبلوماسياً دون تكلفة؟.


وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"  عن وثائق مسربة تفيد بأن مقترحات ترامب لوقف الحرب شملت بنداً سرياً يُلزم أوكرانيا بالتنازل عن مواردها المعدنية "مثل الليثيوم والغاز" لشركات أمريكية، كجزء من "التعويض" عن الاعتراف بضم القرم، هذه التفاصيل تأتي ضمن تسريبات من اجتماعات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مع مسؤولين أوكرانيين في باريس، وفقاً لمصادر مطلعة.


الضمانات الأمنية: الخط الأحمر الذي يرفضه الكرملين










بينما تُصر أوكرانيا على ضمانات أمنية كشرط للسلام، يرفض بوتين أي وجود عسكري دولي في أراضيها، بل ويطالب بتفكيك جيشها، وهذا المطلب يترك أوكرانيا عُرضةً لغزوٍ مستقبلي، وهو ما يُفسر تمسك زيلينسكي بالتصريح: لن نعترف بالقرم روسيةً أبداً، ولكن ترامب يرى أن هذه التصريحات "تُطيل أمد الحرب" ، مُتهماً زيلينسكي بالتحريض بينما يُغض الطرف عن توسع بوتين العسكري.


الضغوط الاقتصادية: الموارد الأوكرانية في مرمى ترامب










كشفت وثائق مسربة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة ترامب ربطت بين الدعم العسكري لأوكرانيا وحصول الشركات الأمريكية على عقود تنقيب عن الغاز في البحر الأسود، ووفقاً للوثائق، طالب المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أوكرانيا بـ"مشاركة مواردها النادرة كبادرة حسن نية"، في إشارة إلى احتياطيات الليثيوم التي تُقدّر قيمتها بـ 12 تريليون دولار، وفق تقرير"لـ" وول ستريت جورنال، وهذه المطالب تعكس رؤية ترامب لأوكرانيا ليس كحليف، بل كـ"سوق استغلال" لتعويض النفوذ الروسي المتصاعد.


الحرب الكلامية: ترامب vs زيلينسكي... ومكاسب بوتين













تصاعدت المواجهة بين ترامب وزيلينسكي إلى مستوى غير مسبوق: ترامب يهاجم زيلينسكي عبر منصته "تروث سوشال" قائلاً: ليس لديه أوراق ليلعبها، بينما يرد الأخير بتغريدةٍ عن "مشاعر مُشتعلة" ، في المقابل، يلتقط بوتين هذه الفرصة لتعزيز موقفه التفاوضي، مُستفيداً من انقسام الحلفاء، بل إن مصادر تكشف أن بوتين "صلى من أجل ترامب" بعد محاولة اغتياله، حسب مصادر مقرّبة من الكرملين لصحيفة "نيويورك تايمز" ، في إشارةٍ لعمق العلاقة الشخصية بين الرجلين، وحسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، فإن مصادر مقرّبة من الكرملين أكدت: أن بوتين أبدى ارتياحاً لسياسات ترامب التي تخدم المصالح الروسية، فيما بدا وكأنه تأييد غير مباشر للخطة الأمريكية.


الصفقة الخفية: ما الذي يريده بوتين حقاً؟  


خلف الكواليس، تُشير تقارير إلى أن بوتين لا يهدف فقط إلى ترسيخ السيطرة على أوكرانيا، بل إلى إعادة رسم "نظام عالمي جديد" تكون فيه روسيا نداً للولايات المتحدة، من خلال تحالفات مع الصين وإيران، وتوسع عسكري في أفريقيا عبر مجموعات مثل "فاغنر" ، ويسعى بوتين لخلق واقعٍ جيوسياسي يُجبر الغرب على التفاوض من موقع الضعف، وهنا يبدو ترامب وكأنه جزء من هذه الاستراتيجية، حيث يُضعف التضامن الأوروبي ويُسهِّل تنازلاتٍ تخدم موسكو.


المقارنة التاريخية:  

  











في تحليل لصحيفة الجارديان، أشاد الخبير "مارك غاليوتي" بجامعة كامبريدج إلى أن صفقة ترامب-بوتين تُذكّر باتفاقية ميونيخ 1938، التي تنازلت فيها بريطانيا عن تشيكوسلوفاكيا لهتلر مقابل وهم "السلام"... التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة على حساب أوكرانيا.



المقارنة الصارخة: سلام ترامب الانتقائي بين أوكرانيا وفلسطين







بينما يدفع ترامب أوكرانيا لقبول شروطٍ مُجحفة لإنهاء الحرب كالاعتراف بضم القرم وتجميد المساعدات العسكرية إن رفضت يُظهر تجاهلاً صارخاً للنداءات الدولية لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين، بل "يُموِّل التطهير العرقي" عبر توريد قنابل تزن 2000 رطل تُستخدم في قصف غزة، ويدعم خططاً كـ"صفقة القرن" التي تُجرد الفلسطينيين من حقوقهم تحت ذريعة "السلام" ، وفي أوكرانيا، يُنظم قمماً دوليةً لـ"وقف إطلاق النار"، لكنه في فلسطين يُشجع نقل سكان غزة قسراً، كما وصفت الأمم المتحدة،  وبينما يُهمش تقاريرَ "التجويع الممنهج" ، و"جرائم الحرب" ، وهذا التناقد يفضح سياسته الانتقائية: سلامٌ يُكرس الهيمنة الروسية والإسرائيلية، ويُقدِّم المصالح الجيوسياسية على دماء المدنيين وحقوقهم.

 

السلام أم الاستسلام؟ الصفقة التي تُهدد أوروبا  














الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار يُشبه "استسلاماً مُقنعاً" لأوكرانيا: الاعتراف بالواقع الذي فرضته روسيا، دون ضمانات حقيقية لأمن كييف،حتى الحلفاء الأوروبيين بدأوا يشككون في نوايا ترامب، خاصة بعد انسحاب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا من مفاوضات لندن احتجاجاً على الضغوط الأمريكية، السؤال الآن: هل ستتحول أوكرانيا إلى "ضحية ثانية" لصفقةٍ تخدم مصالح ترامب الانتخابية وبوتين التوسعية؟

 


ردود فعل دول البلطيق












صرّحت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس لوكالة رويترز: أي اعتراف بضم القرم سيفتح باباً لروسيا لابتلاع دول أخرى... هذه ليست صفقة سلام، بل وصفة لدمار الناتو، وكما حذّرت ليتوانيا ولاتفيا من أن الصفقة قد تجعل منهما "الضحية التالية"، وفقاً لصحيفة التايمز البريطانية، وتبعات الصفقة على الناتو: محللو مجلس الأطلسي، أكدوا: أن الانسحاب الأمريكي من دعم أوكرانيا قد يُضعف المادة 5 من ميثاق الناتو "الدفاع المشترك"، ويُشجّع روسيا على توسيع نطاق مطالبها في مولدوفا وجورجيا.


وختامًا : إن السلام الذي يريده ترامب ليس سوى "استسلام مُقنَّع"، حيث تُدفن أوكرانيا تحت نيران المصالح المشتركة بين واشنطن وموسكو. بينما يُحذِّر زيلينسكي من أن "التنازل عن القرم بوابة لخسارة كل شيء"، يبدو ترامب مستعداً لدفع هذه البوابة على حساب دماء الأوكرانيين، وفي النهاية، قد يُسجِّل التاريخ هذه الصفقة كواحدة من أخطر "خيانات القرن"... فهل ستكون أوكرانيا الثمن الذي يدفعه العالم لاسترضاء الدب الروسي؟.


وكشف وثائق مسربة:  

  وفقاً لتسريبات نُشرت في ديلي تلغراف، هدد ترامب بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا إذا لم توافق على الاعتراف بسيادة روسيا على القرم، وهو ما وصفه الرئيس الأوكراني السابق للشؤون الأمنية بأنه محاولة لتحويل أوكرانيا إلى "دولة محايدة ضعيفة"، على غرار فنلندا خلال الحرب الباردة.


تعليقات