الإخبارية نيوز :
بقلم : نبيل أبوالياسين
في مشهدٍ يكتب نهاية عصر الهيمنة الغربية، تفتح فيتنام أبوابها للتنين الصيني بقروض سكك حديدية وطائرات صنع "كوماك"، بينما تترنح أمريكا تحت وطأة حروبها الجمركية وانقساماتها، وهنا، حيث تُبنى التحالفات بدماء الاقتصاد والدبلوماسية، يعلو صوت شي جين بينغ: "الصين لم ولن تستعبد أحداً"، بينما تتهاوى أسهم بوينج وتنهار أحلام ترامب.
•سكك حديدية وطائرات: فيتنام تختار القطار الصيني
بتوقيع 45 اتفاقية ثنائية، أعلنت فيتنام تحولها الاستراتيجي نحو الشرق، مستفيدةً من قروض صينية لبناء بنية تحتية عملاقة، وخطوط السكك الحديدية الجديدة ليست مجرد مسارات فولاذية، بل جسرٌ اقتصادي يربط هانوي ببكين، ويُبعد واشنطن إلى هامش اللعبة، وفي السماء، تحل طائرات "كوماك" الصينية محل البوينج الأمريكية، في ضربةٍ مزدوجة للصناعة الغربية.
•رأي الخبراء: اتفاقيات الصين ليست خيارًا... بل فرصة تاريخية لفيتنام
«هذه الاتفاقيات ليست مجرد أرقام، بل بوابة لخلق جيل جديد من الفرص»،
هكذا يشرح "تران توان آنه"، وزير الصناعة والتجارة الفيتنامي السابق، مُبرزًا أن: «مشاريع السكك الحديدية ستوظف 50 ألف شاب، وتُعيد توصيل مناطق نائية بمراكز المدن». وبينما ترتفع أصواتٌ محلية تُحذِّر من التبعية لبكين، تؤكد بيانات حكومية أن 60% من الفيتناميين يرون في الاستثمارات الصينية «نقلةً نحو العدالة التنموية»، خاصةً بعد تحسين طرق ريفية وخلق فرص عمل في قطاعات مُهمَّشة.
•جدار الفولاذ الصيني: "1.4 مليار يد تحمي السيادة"
رداً على الهجمات الإلكترونية الأمريكية وتدخلات ترامب، أعلن الرئيس الصيني أن بلاده شيدت "جداراً من لحم ودم" لصد أي عدوان، ولم تكن تصريحات شي جين بينغ مجرد خطاب سياسي، بل تأكيداً عملياً بوقف شراء المعدات الأمريكية وتجميد تعاملات بوينج، ما تسبب في هزاتٍ بالبورصات العالمية وقلب موازين الحرب التكنولوجية.
•ترامب وحروب الجمارك: انهيار الوحدة.. وفوضى البيت الأبيض
بينما يخوض ترامب معاركه الجمركية الفاشلة، ويتهم قناة "سي بي إس" بالخيانة، تُنسج في جنوب شرق آسيا تحالفاتٌ مناعةً لأجندته، فيتنام وماليزيا، اللتان عانتا من رسومه التعسفية، تحتضنان اليوم الاستثمارات الصينية كردٍّ عملي على سياسات الابتزاز، وحتى الحلفاء التقليديون لأمريكا باتوا يسخرون من "تأخرها التكنولوجي" أمام معجزة المعادن ثنائية الأبعاد الصينية.
•الدبلوماسية الصينية: احترامٌ مقابل تنمر.. وشراكات لا أوهام
زيارة شي جين بينغ إلى فيتنام وماليزيا لم تكن مجرد جولة روتينية، بل عرضاً لدبلوماسية القوة الناعمة، والصين لا تهدد بالحصارات أو تُطلق التصريحات الاستفزازية، بل تقدم استثمارات ملموسة وتبادلًا ثقافيًا، بينما يصرخ ترامب في فراغ، "هكذا تتصرف القوى العظمى الحقيقية"، كما علق أحد المراقبين، مشيراً إلى حفاوة استقبال شي مقابل عزلة ترامب المتزايدة.
•الحلف الآسيوي الجديد: هل انتهى عصر الهيمنة الأمريكية؟
التوافق الصيني-الفيتنامي ليس مجرد صفقات اقتصادية، بل إعلان ميلاد تحالفٍ إقليمي يقوض النفوذ الغربي، مع إطلاق مشاريع البنية التحتية المشتركة وتعزيز التعامل باليوان، تتحول فيتنام من ضحية للحروب الأمريكية إلى شريكٍ استراتيجي للتنين، والسؤال الآن: هل تشكلت "الناتو الآسيوي" بقيادة بكين؟، التاريخ يُجيب: "أمريكا لم تعد الأحلام وحدها من يكتب المستقبل".
وختاماً: إن الغرب يلهث خلف سراب السيطرة، بينما الصين تبني عالماً جديداً بقطارات فائقة السرعة واتفاقيات ثقافية، واليوم، كل هبوط في سهم بوينج هو ارتقاءٌ لـ"كوماك"، وكل ضغينة ترامب تُترجم إلى اتفاقية صينية-فيتنامية، ها هو الشرق يصنع تاريخه بدم بارد وإستراتيجية طويلة النفس، بينما تنفجر حروب الجمارك في وجه واشنطن كقنبلة موقوتة، ولن تندثر أمريكا، لكنها ستجلس في المقعد الخلفي لم ترتح فيه أبداً. "التنين حلّق.. فماذا بقي للغرب إلا الحسرة؟".
تعليقات
إرسال تعليق