القائمة الرئيسية

الصفحات

"بعيد ميلادو... عمر إسماعيل مش بس عم يكبر سنة، عم يكبّر الموسيقى معه ويخلق نغمة جديدة للدني"



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


بيوم من الأيام، ولد صوت مش من عالمنا... صوت ما بيحكي، بس بينطق من جوّا الموج، صوت ما بيغنّي، بس بيصنع الغنية، صوت ما بيوقف ع المسرح، بس المسرح بينور من توقيعه... بهاليوم، خلق عمر إسماعيل، مش بس إنسان، خلق مشروع فنّي عالمي، مشروع اسمو "الإتقان"، مشروع اسمو "الشغف"، مشروع اسمو "صناعة الدهشة". عمر إسماعيل، يلي بيكفّي نسمّي اسمو لنحس بدقّات البيس عم تهزّ قلوبنا، وبنفس الوقت، بدقّات صامتة عم تنقش عبقريّة فريدة من نوعها. ما حوّل الصوت لمهنة، حوّلو لرسالة، لرسمة، لفيلم بيحكي قصص الناس بلا ما يحكوا...


مِن بين الأسلاك والآلات، خلق لحن بيشبهو


يمكن الناس بتشوف المايك، السماعة، والبيانو كأدوات، بس بعين عمر، كل آلة آلة حب، كل سلك هو خيط من نسيج الإبداع. عاش كل مرحلة من مراحل رحلتو وهو عم يبرم مش بس على النغمة الصح، بل على الإحساس الصح، على الضربة اللي بتضرب بقلبك قبل ودنك، وعلى التوزيع اللي بيخلي الموسيقى تمشي بشرايينك. عمر إسماعيل مش بس مهندس صوت، هو مهندس مشاعر، مهندس صمت، مهندس لحظات عايشة بذاكرة المستمع من أول همسة. خلّى المستحيل ينبَنى، واللاسموع ينسمع، واللاشكل ياخد شكل قدّام الميكسر وأزرار الاستوديو.


أصابعو ما بتعزف، أصابعو بتخلق


فيه فرق كبير بين إنّك تعزف موسيقى، وإنّك تخلقها من لاشي، وعمر إسماعيل من القلائل اللي بيعملوا التاني. كلّ نغمة منو بتجي من عمق، من سؤال ما بينسأل، من وجع ما بينحكى، من فرح دفين، من تفاصيل ما بينتبهلها حدا غيرو. هيدا الرجل، كل ما يقعد عالكمبيوتر، ما بيشتغل، بيولد صوت جديد، بيبعث روح بالفراغ، بيحط خيال الناس قدّام مشهد موسيقي غير متوقّع. ما بينسخ، ما بيتكرّر، بيبتكر بكل مرّة كأنّو أول مرّة، وبيحافظ على نضارة النغمة كأنّها مش بس انكتبت، كأنّها تنفّست.


مطرح ما بيمشي، الموسيقى بتمشي وراه


هالموهبة ما انحبست بغرفة تسجيل، ولا تقوقعِت باستوديو، عمر إسماعيل هو الجوّ، هو الضوء، هو الهالة اللي بترافق أي مشروع موسيقي بيقرب عليه. كل بلد زارها، كل عاصمة سمع صوتها، ترك فيها بصمة، مش كمهندس، ولا كمنتج، بل كمُلهم. صوته مش صوت واحد، صوته في تعدّد الهويّات، في المزج بين الثقافات، في تحويل الاختلاف لنقطة قوّة. عنده قدرة خارقة إنّو يسمع ما لا يُسمَع، ويحوّل البساطة لدهشة، والدهشة لإبداع، والإبداع لهويّة.


بعيدك يا عمر... عيد النغمة، عيد الإبداع، عيد الصمت الحلو قبل ما تنولد الغنية


بعيدك، ما منحتفل بيوم ولادة، منحتفل بولادة رؤية، بولادة طاقة موسيقيّة بتخرق الحيطان، وبتخترق الوقت. بعيدك، منوقف لحظة منركّز فيها، مش لنغنّيلك، بس لنسمعك، لنشوفك من بين طبقات الصوت، من بين لمعة الضوء بالإستوديو، من بين تعابير وجهك كل ما تعرف إنّك خلقت لحظة رح تبقى. ما بتشبه غيرك، ما بتشبه إلا نفسك، وما فيك تتكرّر، لأنك مش بس اسم، إنت بصمة. وكل سنة عم تمرّ، عم تضيف فصل جديد بتاريخ الموسيقى، فصل مكتوب بحروفك، بصوتك، بنظرتك، وبإيمانك إنّو الموسيقى مش للّهو، الموسيقى للحياة.


وبين اليوم وبكرا... إنت الضمانة إنّو الفنّ بخير


طالما عمر إسماعيل بعدو عم يشتغل، العالم الفنّي بعدو بيتنفّس. طالما بعده بينبض بالشغف، المستمع بعدو عم يحسّ. طالما بعده عم يخلق، ما فينا نخاف من تكرار ولا من روتين. لأن عمر، بكل بساطة، بيكسر التكرار، وبيعيد اختراع الإحساس من جديد. ورح تبقى موسيقتك مش بس تنسمع، رح تبقى تُعاش، تُحسّ، تُبكى وتُفرَح، لأنّها طالعة من شخص بيعرف معنى "حقيقة الصوت".

تعليقات