فرشنا تراب وغطاؤنا تراب
ولباسُنا كفنٌ، والمآبُ مآب
سنزولُ عن دنيا تلاشى ضياؤها
ونمضي إلى الرحمنِ حيثُ الثواب
لا تغفلنَّ، فالدنيا سرابٌ مخادعٌ
ولا شيء يبقى غير حسن الحساب
فقط عملُ الإنسان يرفعُ ذكرَهُ
وفي ميزانِ الخلقِ يُهدى الكتاب
يا حسرةً للغافلينَ توهَّموا
بأنَّ القصورَ المُذهباتِ متاب
لكنهم في حفرةٍ قد وُدِّعوا
فما عادَ يُغنيهم ذهبٌ أو تراب
لا ملكَ إلا الله، يبقى سرمدًا
عزيزٌ، جبارٌ، لهُ العزُّ بابُ
ونحنُ ضعافٌ عاجزونَ عن الورى
وإنّا إلى المولى الرحيمِ نُؤاب
فأحسنْ، فلن يبقى سوى طيبِ العطا
وكن للندى نبعًا، وفيكَ الإياب
فما نفعُ كنزٍ في غياباتِ قبرِ
إذا لم يكن فيه الرضا والمآب
فما خيرُهُ إلا سرابٌ يُذاب
ويا قلبُ سِرْ في النورِ واصبرْ، فَفيهِ
شفاءُ العقولِ وذكرٌ يُجاب
ففي الصدقِ للروحِ طريقٌ ومثاب
وما العمرُ إلا ظلُّ وهمٍ تلاشى
فما حيلةُ الإنسانِ إلا الحساب
أيا راحلًا في الدربِ ماذا تركتَ؟
إذا غابَ عنكَ الدهرُ، هل من جواب
فلا تركننَّ للزخارفِ زائفًا
فما العمرُ إلا مثلُ ضوءٍ وغياب
فيا من يرى في المالِ عزًّا ورفعةً
أما كانَ للفضلِ الندى والمثاب
ألا فازرعِ الخيرَ، ففي الحشرِ جَنَّةٌ
وفي رحمةِ المولى لنا خيرُ باب
تعليقات
إرسال تعليق