القائمة الرئيسية

الصفحات

نصف كلام المرأة لا يُقال أبداً

هناك، في أعماق صمتها،
حيث تختبئ الكلمات التي لا تجد طريقها للنور،
يُحاك نصف كلام المرأة،
ذاك الذي لا يُقال… ولا يُسمع.

لغة تكتبها نبضات قلبها،
همسات تحفرها بين ثنايا أفكارها،
خواطر تُسرد على صفحات الألم،
لكنها تبقى حبيسة، تُحتفظ بها لنفسها وحدها،
في انتظار من يفك شفرتها.

تبوح بالكثير،
لكنها تختار بعناية ما تقول،
وتحفظ النصف الآخر ككنز دفين من المشاعر،
وبحر عميق من الأسئلة التي لا يُجرؤ أحد على الإجابة عنها.

نصف كلامها… هو خوفها من أن تُفهم خطأ،
هو شكها بأن تُرفض،
هو الصمت الذي تبنيه كحائط منيع،
كي لا تُنهار أمام من لا يستحق.

تتمنى أحيانًا أن يُسمع صوتها يعلو،
لكنها تعرف أن بعض الكلمات تُقتل قبل أن تُولد،
وأن هناك مشاعر تُدفن تحت طبقات من الصمت.

تحكي نصف قصة حزنها،
وتحتفظ للنصف الآخر بحكاية تُروى بصمت،
ذاك الجرح الذي لا يلتئم،
ذلك الحلم الذي لم يُكتب له القدر أن يزهر.

في داخلها، يخفي ذلك النصف كلامًا صادقًا،
يريد أن يُسمع، أن يُحتضن، أن يُعترف به،
لكن لا مكان له في عالم يلهث خلف الكلمات السهلة.

نصف كلام المرأة… هو صدى صمتها،
هو لحن الحنان الذي لم يُعزف،
هو قصة لم تُكتب،
هو سر لا يُقال أبداً.

وهكذا تمضي المرأة،
تحمل نصف كلامها في قلبها،
تمشي وسط العالم متكئة على صمتها،
تتنفس هواءً لا يسمع سوى نصف الحقيقة.

الكاتب إدريس أبورزق

تعليقات