بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 5 مايو 2024
الحمد لله رب العالمين الذي خلص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأصلي وأسلم علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابة أجمعين أما بعد لقد كان هناك آراء كثيرة حول موضوع الإحتفال بشم النسيم وقيل أنه ترجع تسمية شم النسيم بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية شمو، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة، ويرتبط عيد شم النسيم أيضا بالمعاني الدينية، إذ يذكر الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن اليوم المعروف بشم النسيم يرتبط بمعنى الزينة الذي ذكر في القرآن الكريم.
حيث وردت كلمة الزينة في سياق يتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام وموعد الميعاد الذي دعاهم الله تعالي ليوم الزينة وجمع الناس للصلاة، وكذلك فإن شم النسيم هو تقليد مصري قديم يعود لآلاف السنين، وهو الإحتفال بما يُعرف بشم النسيم، وهو مناسبة إجتماعية تعتبر يوما مميزا في تقويم الثقافة المصرية، وكما أن الدكتور أحمد كريمة أشار إلي أهمية الإحتفالات والمناسبات في حياة البشرية، حيث يعتبر الدين والعادات والتقاليد عاملا رئيسيا في تشكيل الهوية الثقافية والإجتماعية للشعوب، ومن بين هذه المناسبات الدينية والإجتماعية المتنوعة، نجد الأعياد التي تحمل رموزا ومعاني متعددة، منها الأعياد الدينية التي ترتبط بالتقوى والعبادة، والأعياد الوطنية التي تجسد تاريخ الأمم وكرامتها، ومن الملاحظ أن الإحتفال بعيد شم النسيم يحمل قيما اجتماعية هامة.
اقرا ايضا الدكتور شادي علي حسين : شيني ويت تقود التحول الرقمي في طب الأسنان باستخدام الذكاء الاصطناعي
اقرا ايضابرقية تهنئة مفعمة بكل ألوان الورود
حيث يتجمع الناس للاحتفال بقدوم الربيع وموسم الحصاد، وتبادل الزهور والهدايا، ما يعكس ترابط المجتمع وروح التضامن والبهجة، ويعتبر عيد شم النسيم فرصة للاستمتاع بالهواء الطلق والطبيعة الخلابة، حيث يقضي المصريون يوما مليئا بالفعاليات والاحتفالات والمرح في الحدائق والمنتزهات، ويتبادلون التهاني والأماني بمناسبة العيد، ولم يكن عيد شم النسيم مجرد إحتفال إجتماعي، بل كان يمثل أيضا فرصة للتعبير عن فرحة الحصاد والزراعة، حيث كان المصريون يحتفلون بجني محاصيلهم الزراعية الهامة كالقمح والفول والثوم والبصل، وهو ما يبرز ترابط الشعب المصري مع أرضه وموسم زراعته، ورغم تطور العصر والتغيرات التي شهدتها المجتمعات، إلا أن عيد شم النسيم استمر كموروث تراثي هام يعبر عن ترابط المصريين مع تقاليدهم وأصولهم الزراعية.
ويظل هذا العيد فرصة للإحتفال بالحياة والفرح والترابط الإجتماعي، وقد أشار الدكتور أحمد كريمة إلى تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أكد على أهمية الاحتفالات والمناسبات لكل قوم، حيث قال في حديثه الشريف "إن لكل قوم عيد" وهذا الحديث يبرز أهمية الإحتفالات الدينية والثقافية في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم المحبة والتضامن بين أفراد المجتمع، فعيد شم النسيم يعد من أبرز المناسبات في التقويم حيث يحتفل به في أول أيام شهر نيسان من كل عام، ويمثل هذا العيد رمزا للبهجة والفرحة بقدوم فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء، وقد ورد اسم شم النسيم من الكلمة المصرية القديمة شمتو، التي تعني الزينة أو التزين، وهذا اليوم كان يحتفل به في العصور القديمة بالتزيين والإجتماعات الإحتفالية.
تعليقات
إرسال تعليق