مقال
معنى الراحة هي الوصول إلى تلبية رغبات الإنسان الكثيرة والمتجددة .. وقد كان أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام قد عاش بعض من عمره في مكان الراحة الوحيد وهي الجنة .. قبل أن يأكل من الشجرة يقول الله تعالى في كتابه العزيز ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) من سورة البقرة
وكلمة رغدا هنا كما قال المفسرون تعنى الأكل المتوفر والغنى بالنعمة والراحة .. إذا كان سيدنا آدم ينعم بالراحة ، التي منحها الله إليه .. وبعد المعصية في أنه خالف أوامر الله .. نزل إلى الأرض .. وهنا يبدأ العالم يتغير ، من الراحة .. إلى البحث عن الراحة .. لقد عاش الإنسان على الأرض وهو يبحث عن الراحة المفقودة في هذه الحياة .. والبحث كان لهو ولجميع البشر من بعده .. إنه يبحث دائم عن شعور الراحة الذي فقده .. لذلك حاول الإنسان من لحظة وجوده على الأرض إلى يوم القيامة .. إن يخترع من الأشياء التي تقربه من الشعور المفقود .. ومن عطايا الرب ، أنه سخر له كل الأشياء الموجودة على الأرض لخدمة الإنسان .. كما أوجد داخله عقلا يفكر به ويخترع به ما يقربه من حلمه .. فعاش الإنسان وأخترع ما يضره وما ينفعه .. ولكن هذه الاختراعات بقدر من الله تعالى وهو القدير الذي يقول للشيء كن فيكون حتى لا ياتى الإنسان بنهاية هذا العالم .
هنا يأتي دور عنصر أخر كان في الجنة لكنه عصى أوامر الله بإرادته الحرة .. هو كان فى الجنة وهبط مع سيدنا آدم إلى ألأرض ورأت حكمة الله عز وجل أن يكونا أعدا ، وهنا يبرز السؤال : هل للشيطان سلطان على الإنسان ؟ .. الإجابة في جميع الكتب السماوية .. وما ذكره الله تعالى فى كتابه القران الكريم بان الشيطان ليس له سلطان على البشر ولم يكن له سلطان على أبو البشر سيدنا آدم .. ولكنه هو يوحى ويوسوس وإذا رغب الإنسان في أن يفعل الفعل أو تابع له .. فلهوا مطلق الحرية فى ذلك .. لأنه بعقله الواعي قد عرف الطريق إلى الراحة .. عن طريق ما وضعه الله فيه وكذلك ما أنزله من أديان وكتب سماويه .. ومن آيات ربانية .. في كل وقت يذكره بأن العودة لها طريق واحد .. هو طريق العبادة .. وأن ما تصنعه الحضارة الغربية ما هو إل أشياء .. تأخذ منك الوقت وتشغلك عن هدفك الأساسي والوقت هو سلاحك للوصول الى حلم العودة .. أن الإنسان أخترع كل ألأشياء في هذا العالم ليقترب من شعور الراحة الأبدية المفقودة .. ولكنه لم يستطع أن يخترع دواء للموت .. والموت ليس موت الإنسان نفسه .. ولكن موت الأشياء من حوله .. كل الأشياء يدركها الموت .. حتى مشاعر الإنسان ناحية ناس كانوا في القلب .. أنها سنة الحياة التي لم يستطع الإنسان أن يتغلب عليها ..حتى أنه لو تأملنا مسائلة التغير هي في الأصل موت للقديم .. على أمل أن يكون الجديد ينعم بحياة طويلة .. تتغلب على الموت ولكن أدراك الحياة بالطريق الذي رسمه الله تعالى للإنسان .. وإذا أرت أن تحيد عن الطريق فلكا مطلق الحرية .. في أن تفعل ما تشاء ولكن كل ما تفعله هباء .. شيء لن يكون مرددوه على حلمك في أن تعود إلى منطقة الراحة .. ولكن سوف تعيش الحياة بمالك وجمالك .. بما اخترعته من اختراعات وما تحصلت عليه من أشياء كنت تظن أنها سوف تقربك من الشعور بالراحة .. أن ما تحصل عليه لهو مقدر لك .. وأن الموت يدرك كل الأشياء من حولك .. وان الحياة في العبادة التي ما خلقت أل لها .. لهو الشيء الصواب كما جاء في الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) من سورة الذاريات (56 ) لشيء عجيب ما يفعله الإنسان على الأرض ليس له قيمة .. كم فعل الإنسان السابق .. وما حاذه من أشياء حاول من خلالها أن ينعم بالراحة ولكن أدركه الموت .. الذي يتسرب إلى كل شيء من حولك .. أذا كيف نتغلب على موت الأشياء من حولنا بالعبادة .. هى التي تعيش وتروي شجرة الراحة .. وتصل بك إلى الجنة مكان الراحة فى الآخرة .. أنظر إلى الضعف الإنسان في سن الكبر .. لا يطلب أي شيء .. غير أن يتخلص من جملة ألام الجسد الذي أصبح ثقيلا عليه .. عندما ينتهي شغف الحياة .. ونظرة الناس من حوله التي تحمل الكثير من الشفقة . ...
أ / محمد الليثي محمد
مصر .. مدينة أسوان
تعليقات
إرسال تعليق