د سعيد دراز يكتب ويحلل
نشر الدكتور سعيد دراز رجل الأعمال المصري الكبير في افريقيا ورئيس مجموعة شركات ايروجيت العالمية ورئيس اللجنة العليا للعلاقات الدولية ودعم الوطن بالمنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية مقالا وتحليل للحرب بين إسرائيل وإيران وقال دراز أن المواجهة الخاطفة بين إيران من جهة، وإسرائيل المدعومة أمريكيا من جهة أخرى، أثارت تساؤلات عميقة: من المنتصر؟ ومن المنهزم؟ وهل كانت تلك جولة انتهت بوضوح، أم بداية فصل جديد من صراع مستتر في شرق المتوسط؟
وأشار دراز إلى النتائج المباشرة عبارة عن نصر مشكوك فيه وخسارة محسوبة...
إسرائيل: شئ من نصر تكتيكي بنكهة الإنهاك فقد إستطاعت إسرائيل تنفيذ ضربات دقيقة على عمق الأراضي الإيرانية، وإظهار تفوقها الاستخباراتي والتكنولوجي بوضوح. هذا من ناحية ومن ناحية أخري
عززت التنسيق مع واشنطن، وأرسلت رسالة ردع حادة إلى طهران وحلفائها.
إلا أن الداخل الإسرائيلي، وسط انقسام سياسي وخطر جبهات متعددة، لم يتحمل مزيدا من الاستنزاف، مما يضع "هذا النصر الجزئي المنقوص" تحت مراجعة تكتيكية.
إيران: رغم الخسارة الشكلية التي حاولت كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية وضعها في إطار منكسر رغم حقيقته كونه نصر منقوص مع بقاء استراتيجي..
وأكد دراز فرغم تضرر بعض منشآتها، تفادت طهران الانجرار إلى حرب شاملة، وأثبتت قدرتها على الرد المدروس.
رسخت إيران مكانتها في محور المقاومة، وأظهرت أنها ليست مجرد لاعب دفاعي، بل صانع توازن في الإقليم.
أما الولايات المتحدةفقامت بدور اللاعب في إدارة الأزمة لا قيادة المعركة، فقد
لعبت واشنطن بداية دور المنسق والمهدئ، دون الدخول المباشر في التصعيد.
بدا موقفها حذرا، وهو ما يكشف رغبتها في حفظ مصالحها دون التورط في حرب جديدة عشية انتخابات داخلية حساسة مع الترتيب لعمل فيلم هوليودي يعرض عند قرارها أخذ اللقطة النهائية لانهاء المعركة .
أماعن مهام محيط المعركة فإن مهمة لبعض الأضلع في المنطقة قد انتهت... ومهمة التالية للبعض الآخر قد بدأت...
الرؤية العامة توحي بأن توقف إطلاق النار لم ينهِ الصراع، بل نقل ساحته:
1. إعادة رسم خطوط النفوذ الإقليمي
القوى الكبرى في المنطقة – مصر، تركيا، دول الخليج – بدأت تراجع سياساتها لتجنب التورط.
وكلاء الصراع (في لبنان، سوريا، العراق واليمن) يعيدون التموضع وفق قواعد اشتباك جديدة أكثر تحفظا وتخطيطا.
2. صعود الحروب "تحت العتبة"
بدأ انتقال الصراع إلى ساحات جديدة: الفضاء السيبراني، الضربات بالطائرات المسيّرة، والمعارك بالوكالة وارتفاع سقف العمل الاستخباراتي.
كل طرف يحاول إيذاء خصمه دون تجاوز الخط الأحمر الذي قد يشعل حربا مفتوحة.
3. شرق المتوسط على الطاولة
التحالفات حول غاز المتوسط (إسرائيل، مصر، اليونان، تركيا) أصبحت أكثر حساسية.
الصراع القادم قد لا يكون بصواريخ، بل بأنابيب الغاز، وقواعد بحرية، وممرات شحن .
ما حدث لم يكن نصرا نهائيا لأحد، بل جولة ضمن حرب مستمرة بأدوات مختلفة. أما أن انتهت مهمة "إطلاق النار"، وبدأت مهمة "إعادة ضبط الإقليم". فهذا يعني أن اللاعبون الكبار يعيدون التموضع، والتحالفات تتغير، والسؤال الحقيقي لم يعد "من ربح؟"، بل "من يكتب قواعد اللعبة التالية؟"..
ماحدث في شهر يونيو سيكون نقطة فارقة بين نهاية وبداية.
تعليقات
إرسال تعليق