اليوم : الأربعاء الموافق 21 فبراير 2024
الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا، خلق كل شيء فقدره تقديرا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحانه عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد ولقد تركنا إمام الهدى صلوات الله وسلامه عليه على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها، وترك فينا أمرين لن نضلّ ما تمسكنا بهما كتاب الله تعالى الذي جمع فأوعى السنة المطهرة، ولقد حوى القرآن المجيد من الآداب والحكم ما وعى، وجمعت السنة النبوية الغرّاء من القواعد والفضائل والأخلاق ما جمعت، ودعانا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحياء والتمسك بأهدابه لما له من الآثار الحميدة في دنيا الناس.
وللمنزلة السامية التي يدركها المتخلق به، مما ليس وراءه مطلع المناظر، ولا زيادة لمستزيد، ويصل إلى حقه كاملا غير منقوص، فيا أختي المسلمة إياكي من الذئاب البشرية فراقبي ربك عالم الخفية واحذري من كل رذيلة ورزية، وإنتبهي أن تهتكي عرضك وعرض أهلك فهي المصيبة العظمى والطامة الكبرى فالمرأة لا عز لها بعد إيمانها إلا شرفها وحياؤها ، فإذا خلعت ذلك الحياء والشرف أصبحت فريسة في أيدي العابثين بالأعراض وأصبح يخشاك ويبتعد عنك أهل العفة والحياء فتصبحين منبوذة مبغوضة محتقرة منقوصة لا يرغب بك أحد ولا يلتفت إليك أبد، بل تصبحين سلعة للذئاب البشرية لقضاء الوطر واللذة المحرمة ثم يبغضك كل الناس لأنك مبغوضة مرفوضة عند ربك ولو عرضت نفسك للزواج.
لما قبل بك إنسان ذا عفة ودين بل يهرب عنك الجميع لأنك دنست شرفك بالوحل والطين ولطخت نفسك وأهلك بثوب العار والفضيحة، أما تخافين الله تعالي؟ احذري أن تكوني عقبة في زواج أخواتك بفعلك للزنا بل كوني قدوة صالحة ومثلا يحتذى به في أخلاقك وتمسكك بدينك وشرفك وعفتك وحياءك وإنتبهي من كل ما يدعوا إلى الفاحشة والرذيلة من أفلام خليعة ساقطة وهابطة واحذري التليفون والمعاكسات الفاشلة، وحذار من المجلات المسمومة الموجهة المرسومة وكفي عن الموضة الأجنبية وإياك والتشبه بنساء الكفرة والفجور دعاة التبرج والسفور، ودعي عنك مصاحبة صاحبات السوء والفساد والداعيات إلى قتل العفة لدى العباد، أما تطمعين في مغفرة الرب الغفور، إذن اعملي لحياة القبور، ويوم البعث والنشور.
ذلك اليوم الذي يشيب فيه المولود ولا يعرف فيه أحد أحدا تحتاجين إلى حسنة فلا تعطين فاتقي الله يا من تؤمنين بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا، ثم عليك أيتها الأخت الكريمة أن تصاحبي الخيرات والطيبات من الصديقات والجارات والصالحات والزمي كتاب الله تعالى ففيه النور المبين الذي تمشين به في هذه الحياة الدنيا حتى تكوني على بينة وبصيرة بأمور دينك ودنياك، وأسأل الله سبحانه أن يثبتنا وإياك على صراطه المستقيم إنه سميع مجيب، فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك، اللهم احفظنا وشبابنا من الفتن وسائر الأخطار، اللهم احفظنا وبلادنا وبلاد المسلمين من المفسدين، ومن بلاء المخدرات والمسكرات.
تعليقات
إرسال تعليق