في هندسة النفس، لا يكفي أن تكون، بل أن تُحسن التكوين.
أن تتقدّم نحو الحياة لا يعني أن تقتحمها، بل أن تدخلها بوعيٍ يزن الخطى.
الشجاعة ليست في كسر الحواجز، بل في إدراك متى تُترك قائمة.
والعفة لا تُقاس بالابتعاد، بل بالقدرة على البقاء نقيًا وسط الضجيج.
الشغف لا يُطلب ليملأ الفراغ، بل ليمنح المعنى.
والمعرفة لا تُستجدى من كل باب، بل تُختار من نوافذ تُشبهك.
الاحترام لا يُمارس كضعف، بل كقوةٍ تعرف متى تصمت ومتى تنطق.
والجرأة لا تعني أن تُصدم، بل أن تُوقظ دون أن تُؤذي.
في كل فضيلة ظلّ، وفي كل موقف حدّ،
والنضج الحقيقي أن تعرف كيف تمشي على الحدّ دون أن تميل للظلّ.
أن تزرع في داخلك ميزانًا لا يُرى، لكنه يُحَسّ،
يفصل بين ما يُقال وما يُترك،
بين ما يُفعل وما يُحجم عنه،
بين ما يُضيء وما يُحرق.
الشخصية الكريمة لا تُبنى من قائمة صفات،
بل من انسجامٍ داخليٍّ لا يحتاج إلى شرح،
من حضورٍ لا يطلب التصفيق،
ومن صدقٍ لا يخشى أن يكون وحده.
بقلم الأستاذة خديجة آلاء شريف
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق