بقلم: د. غادة محفوظ
كل استحقاق انتخابي هو اختبار جديد لموقع المرأة في معادلة السياسة المصرية. انتخابات مجلس الشيوخ ليست مجرد سباق على مقاعد، بل هي اختبار حقيقي لإرادة الدولة والمجتمع في أن تكون المرأة شريكًا فاعلًا في صياغة القرار وصناعة المستقبل.
أنا أرى أن المجلس، بطبيعته الاستشارية ودوره في دعم التشريع، يحتاج إلى عقل المرأة وخبرتها بقدر ما يحتاج إلى خبرة الرجل. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن فرص المرأة في التعيين ما زالت أكبر من فرصها في الفوز بالمقعد الفردي، ليس لقصور في قدراتها، بل لقيود اجتماعية وثقافية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الانتخابي.
القوائم الانتخابية، من جانبها، تضمن حضور المرأة وتفتح أمامها الباب، لكنها أحيانًا تتحول إلى مجرد التزام قانوني بلا روح تنافسية حقيقية. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل نريد مشاركة حقيقية للمرأة في صنع القرار، أم مجرد تمثيل شكلي لإرضاء النصوص والقوانين؟
أما الكوتة، فهي سلاح ذو حدين؛ منحت المرأة حماية سياسية ومقاعد مضمونة، لكنها قد تصبح قيدًا إذا اكتفت المرأة بها، بدلًا من أن تكون جسرًا نحو منافسة طبيعية قائمة على ثقة الناخبين في قدرتها على القيادة.
بالنسبة لي، السياسة ليست مقعدًا ولا لقبًا، بل مسؤولية ورسالة. دوري في المجتمع، سياسيًا واجتماعيًا، هو أن أكون صوتًا للوعي، ويدًا للبناء، وجسرًا يربط بين المواطن وصانع القرار. وكعادتي، أؤمن أن التغيير يبدأ من الناس، ومن إصرارنا جميعًا على أن يكون الوطن أكبر من أي حسابات ضيقة.
ورغم كل التحديات، يبقى الأمل حاضرًا… أمل في غد تُنافس فيه المرأة على المقعد الفردي بندية، وتخوض الانتخابات بثقة، وتصل إلى مقعدها بإرادة الناخبين، لا بقرار التعيين وحده. الأمل في أن نرى المشهد السياسي المصري أكثر نضجًا، وأكثر وعيًا، وأكثر إنصافًا للمرأة التي أثبتت دائمًا أنها على قدر المسؤولية
تعليقات
إرسال تعليق