القائمة الرئيسية

الصفحات

العناية المركزة… جرس إنذار لا يتوقف في سوهاج



✍️ بقلم: أحمد الشبيتي


في كل وقت وكل حين، تطل علينا مأساة متكررة في محافظة سوهاج، مأساة قديمة متجددة، تتلخص في عدم توافر وحدات العناية المركزة في المستشفيات العامة والمركزية، أو توافرها بأعداد لا تكفي حتى الحد الأدنى من احتياجات المرضى.

محافظة يقترب عدد سكانها من الستة ملايين نسمة، ومع ذلك، نجد أنفسنا في مواجهة يومية مع هذا العجز الفادح، وكأن العناية المركزة رفاهية لا يمكن الحصول عليها إلا بقدر أو نصيب!


كم من الحالات الحرجة تموت أمام أعيننا، ليس بسبب قصور في الكوادر الطبية أو ضعف في الإمكانيات البشرية، بل لأن "سرير عناية" لم يكن متاحًا!

أليس من الأولى أن نجعل هذا الملف على رأس أولوياتنا، بدلاً من أن نراه يتكرر يومًا بعد يوم بلا حل؟


لدينا مساحات كبيرة فارغة في المستشفيات، ولدينا رجال أعمال قادرون، ومؤسسات وجمعيات خيرية تعمل في شتى المجالات، ولكن… لماذا لم يصبح مشروع إنشاء وتجهيز غرف العناية المركزة مشروعًا قوميًا داخل سوهاج؟

لماذا لا نضع أيدينا جميعًا – حكومة، ومجتمع مدني، وأهالي، ومحبي الخير – لنجعل كل مستشفى مركزي يملك ما يكفي ويزيد من الأسرة وأجهزة العناية، حتى لا يضطر مريض إلى الانتظار في طابور الموت؟


من الناحية الدينية، يقول الله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"، فأي إحياء أعظم من أن تنقذ حياة إنسان كان مصيره الموت لولا سرير عناية؟

ومن الناحية القانونية، فإن الحق في الصحة والعلاج مكفول دستورياً، والدولة والمجتمع معاً ملزمان بضمانه، وهو التزام لا يسقط بالتقاعس أو الإهمال.

أما من الناحية الاجتماعية، فإن غياب الرعاية في لحظة حرجة يترك أثرًا لا يزول على أسر بأكملها، ويزرع الإحباط وانعدام الثقة في المؤسسات.


رسالتي اليوم:

إلى كل من يحب تراب وأهل سوهاج من أولادها المخلصين، إلى رجال الأعمال، إلى الجمعيات، إلى كل مؤسسة خيرية: ابدؤوا اليوم قبل الغد في تجهيز غرف العناية المركزة. تبرعوا من أجل سرير قد ينقذ أبًا أو أمًا أو طفلًا. دعونا نتحرك جميعًا، نخطط، ننفذ، ونعمل بدلًا من الاكتفاء بالكلام والشكوى.


لقد آن الأوان أن نستيقظ من هذا الكابوس المؤلم، وأن نحول صرخات مواقع التواصل الاجتماعي إلى أعمال ملموسة. فالحياة أغلى ما نملك، ومن الواجب أن نوفر لكل مريض فرصة عادلة في النجاة.

تعليقات