هنا نابل / بقلم المعز غني
في ليلة صيفية دافئة، وتحت سماء نابل التي تعرف كيف تحتضن الفنون كما تحتضن البحر بأمواجه، يعيش جمهور مسرح الهواء الطلق الليلة الأثنين 11 أوت 2025 ، إنطلاقا من الساعة العاشرة ليلا مع سهرة إستثنائية مع صوت من الزمن النقي … الفنان التونسي القدير زياد غرسة، أحد حراس التراث الموسيقي التونسي والمغاربي.
أضواء المسرح تتلألأ على ملامح زياد غرسة، وكأنها تترجم صدق إحساسه وحبّه لما يغنيه.
الجمهور من كل الأعمار، يجمعهم العشق للطرب الأصيل والنغمة النظيفة التي لا تخضع لمواسم الموضة ولا صخب السوق.
زياد غرسة يغني فيطرب الحاضرين بروائع المالوف والمقامات الشرقية التي تماهت فيها الكلمة مع اللحن، فتنساب الألحان كجدول عذب يروي عطش الأرواح.
تتمايل الرؤوس وتنسابت الأيدي تصفق على إيقاع الطبوع التونسية، وتتعالى زغاريد الفرح بين الفينة والأخرى لتؤكد أن الفن الأصيل لا يزال يجد مكانه في قلوب الناس.
المسرح، بمدرجاته المليئة حتى آخر مقعد، وكأنه عرس جماعي للموسيقى والأجواء تجمع بين الوقار الفني والبهجة الشعبية.
زياد غرسة يمر بسلاسة من الموشحات الأندلسية إلى الأغاني التونسية الخالدة، ليمنح الجمهور فسحة سفر عبر الزمن، حيث النغمة صافية والكلمة عميقة.
سوف تكون أمسية عالقة في الذاكرة النابلية ،ويقف الحضور إحترامًا للفنان، ويصفّقوا طويلاً، وكأنهم لا يريدون أن ينتهي الحفل.
الليلة لن تكن مجرد عرض فني، بل سوف تكون إحتفالًا بالهوية الموسيقية التونسية، ورسالة وفاء لتراث لا يموت.
سهرة الأصالة والنقاء، إسم يليق بتلك اللحظة التي يجتمع فيها الفن النبيل بروح نابل الدافئة، ليُكتب فصل جديد في ذاكرة المهرجان العريق.
فكونوا في الموعد المحدد بأعداد غفيرة لتمتلأ المدارج حتى آخر مقعد فيه.
---
تعليقات
إرسال تعليق