نوميدياُ يا عروسَ البحرِ يا فخري
يا لحنَ المجدِ على الأزمانِ لم يَبرِ
تكلمَتْ فيكِ كلُّ الدهرِ وانطلقتْ
أقلامُ تاريخِنا فيكِ على السطرِ
ونُقشَ اسمُكِ في قلبِ الحماةِ ضياءٌ
وفي النفوسِ نشيدُ العزِّ والفخرِ
أنتِ السنفونيةُ الكبرى، وموسمُنا
فيكِ الجمالُ، وفيكِ النورُ كالقمرِ
طلّتْ شعوبٌ على ضفّاتِكِ منبهرةً
فأنتِ موطنُ عزٍّ خالدِ الأثرِ
ماسينيسا الفتى المقدامُ فارسُها
وتاكفاريناسُ في ساحاتِها الغُررِ
ويهزُّنا ذكرُ ديهيا، فكم وقفتْ
كالسيفِ في وجهِ الغزوِ دونَ أن تذَرِ
ويوغرطةُ الذي قاومْ خيانةَ منْ
باعَ الضميرَ، فظلَّ الحرُّ في الأسرِ
ثم الأميرُ عبدُ القادرِ ارتفعَتْ
راياتُهُ في سماءِ المجدِ والظفرِ
حسيبةٌ، جميلةٌ، زيغودٌ، مهيديهمْ
أبطالُنا في دربِ الاستقلالِ والسفرِ
ثم مصاليٌ، فرحاتٌ، بلةٌ قد خطّوا
طريقَ الجزائرِ في عهدٍ جديدٍ مُنتظرِ
هواريٌ، وبوضيافٌ، وكافيهم الشاذلي
وبوتفليقةُ في الأثرِ، كالمرمرِ الصدرِ
وفيكِ يا أرضَ نوميديا لنا وطنٌ
يسمو على الحلمِ في الآفاقِ والذعرِ
تاريخُنا فيكِ لا يُمحى ولا يُنسى
كالشمسِ في الأفقِ، لا تخبو على الدهرِ
من كلِّ جيلٍ لنا في المجدِ قافلةٌ
تسري على العزِّ لا تُبقي على الكسرِ
نبضُ الجزائرِ فيكِ الآنَ مُتقدٌ
كالسيفِ في يدِ من لا يخشى من الغدرِ
نحيا على عهدِ من قدّمْ دماهُ لنا
ونرسمُ النصرَ في الأوطانِ كالفجرِ
يا موطنَ العزِّ، يا تاريخَ أمتنا
تبقينَ في القلبِ، في الأشعارِ، في الفكرِ
سجّلْ بطولاتِنا يا دهرُ وافتخرِ
فنحنُ شعبٌ على الأحرارِ مفتخر
قلم الأستاذة خديجة آلاء شريف
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق