متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في عالمٍ يضجّ بالتحديات، وتتقاذفه رياح الأنانية والمصالح، برزت حكاية تُشبه الحُلم، ولكنّها واقعية أكثر ممّا نتصوّر. أربعة شباب، من جنسيّاتٍ مختلفة، من بيئاتٍ متباعدة، ومن طرقاتٍ قد لا تلتقي في العادة، لكن القدر شاء أن يجتمعوا في نقطة واحدة، ويُشعلوا معاً شرارة الأمل، تحت سقف واحد، عنوانه "مؤسسة راية القانونية". لم يكن اللقاء عادياً، ولم تكن الرحلة سهلة، بل كانت معركة صامتة، خاضها كلّ منهم بطريقته، لكنّ النتيجة كانت واحدة: التفوّق، التميّز، وكتابة فصل جديد في كتاب العدالة.
من أقطار متباعدة إلى قلب واحد... كيف بدأت الحكاية؟
أحدهم من أرض النيل، الآخر من محافظة اخري والثالث من الدلتا ، والرابع من السعودية . أربع خلفيّات، أربع لهجات، أربع تجارب، اجتمعت كلّها على درب القانون، لا لتتنافس أو تتصادم، بل لتتكامل، وتبني صرحاً قانونياً يُبهر الداخل قبل الخارج. كان يمكن لكلّ منهم أن يختار الطريق السهل، أن يبقى ضمن محيطه الآمن، أن يكتفي بالقليل ويصمت، لكنّ ما جمعهم هو الشغف الحقيقي بالقانون، والرغبة الجامحة في الدفاع عن الحقوق، وإعادة الاعتبار لكلّ مظلوم، بصوتٍ عالٍ لا يخاف ولا يُساوم.
ما بيفرّقهم بلد ولا بيكسرهم تعب… هني إيد وحدة بالحلوة والمرة
من اللحظة الأولى لانطلاقة مؤسسة راية القانونية، كان واضحاً أنّ هالشباب الأربعة مش مجرّد شركاء بمكتب، بل هنّي أخوة، سند لبعض، بيكمّلوا بعض، وبيحطّوا المصلحة العامة فوق كل اعتبار. بيشيلوا عن بعض، بيتقاسموا النجاح، وبيتكاتفوا عند المصاعب. بالميدان القضائي، كانوا كأنّهم فريق دفاع واحد، قلبه واحد، هدفه واحد، وخطواته مدروسة بتكاملٍ يندر أن تراه حتى بأكبر المؤسسات. بعيونهم دايماً في ضوّ، حتى بعتمة القانون، بيقدروا يلاقوا الثغرة يلي ممكن ترجع الحق لأصحابه.
لكلّ نجم قصّة، ولكلّ قصّة نَفَس نضال طويل
أحدهم كان بيشتغل بالنهار وبيدرس بالليل، ما كان عنده شي غير إصراره، ومذكّرات مليانة بالحواشي القانونية. الثاني ترك بلده وعايش غربة صعبة، بس ضلّ يحمل داخله فكرة إنّو العدالة ما بتعرف حدود. التالت خسر كتير قبل ما يربح، بس ما استسلم، والرابع كان دايمًا صوته واطي، بس لما بيوقف أمام المحكمة، بيصير صوته هو الحقيقة. وكلّ واحد فيهم، صار اليوم نموذج يُحتذى فيه، مو بس لنجاحه المهني، بل لقيمه، لأخلاقه، ولحفاظه على مبادئ المهنة.
من ملفات الأحوال الشخصية للجرائم الاقتصادية… كلّ قضية كانت امتحان روح
ما في نوع قضية ما خاضوها: نزاعات أسرية، دعاوى حضانة، قضايا مالية معقّدة، ملفات جنائية كبيرة، وحتّى قضايا دولية فيها تشابك قوانين عبر الحدود. كلّ ملف كان كأنّه امتحان جديد، وكلّ مرّة بيطلّعوا بنتائج فوق التوقّعات. ما كان في شي اسمه "هيدي مش اختصاصنا"، كانوا يغوصوا بالملف، يفتّشوا، يدقّقوا، يقروا بين السطور، ويطلعوا بحلول ذكيّة، قانونيّة، ومقنعة. وباللحظة يلي بتكون فيها القضية على المحك، بيكونوا واقفين متل الجبل، صامدين، بوجّهوا الوقائع بثقة، وبيكتبوا سطور جديدة بالنجاح.
الشهرة ما غيّرتهم… والإنجاز ما شتّت نيتهم
اليوم، صار اسم "رايه القانونية" بيحمل وزن كبير بالمحافل القانونية، محلياً وعربياً. لكن الغريب، والملفت، إنّو رغم كلّ النجاح، ضلّوا الأربعة محافظين على تواضعهم، وملتزمين بنفس المبادئ يلي بلّشوا فيها. بيتعاملوا مع كلّ موكّل كأنّه القضية الوحيدة عندهم، وبيعطوا كلّ ورقة حقّها، كلّ جلسة احترامها، وكلّ خصم مهنية عالية. ما بيسعوا للشو الإعلامي، ولا بيلاحقوا الأضواء، هني الضوء بذاته، يلي بيضوي طريق العدالة بذكاء وشرف.
رايه … مش مجرّد اسم، بل عنوان لنهج قانوني جديد
اسم "راية" ما إجا صدفة. هو تعبير عن راية الحق، راية العدالة، راية المساواة. والجميل أنّو كلّ واحد فيهم صار رمز من رموز هالراية، بيرفعها بإيده، وبيمشي فيها، وبيحرّك فيها الضمير القانوني لمجتمع كامل. اجتمعوا من مشارب مختلفة، بس صارت دموع الفرح وحدِة، وضحكات النصر وحدِة، والأهداف الكبيرة وحدِة. وإذا كان في شي بيميّزهم عن غيرهم، فهو قدرتهم إنّو يخلوا من التنوع قوّة، ومن الخلاف تكامل، ومن الصعوبات فرص.
شو الجايي؟ مشاريع أوسع، حلم أكبر، ورسالة مستمرّة
ما اكتفوا بنجاحهم داخل المكتب، ولا بالملفّات يلي بيمسكوها. عم بيحضّروا لتوسعة نطاق نشاطهم، لفتح فروع جديدة، ولإطلاق مبادرات توعوية، وورش تدريب قانونية مجانية، دعمًا للشباب يلي بيحلموا يمشوا بطريقهم. بيآمنوا إنّو النجاح الحقيقي مش إنّك توصل لحالك، بل إنّك تسحب ناس معك، تفتح الباب لغيرك، وتخلي الحلم متاح للكل. وهون بيكمن سرّ "رايه": مش بس مؤسسة قانونية، بل مدرسة نضال، ومجتمع مصغّر عن عالم بيحترم القانون، وبيحمي الإنسان.
بالنهاية… الحكاية بعدها بأولها
هالشباب الأربعة، ما صاروا نجوم صدفة، ولا جمعهم الحظ. جمعتهم الرؤية، جمعهم الصدق، جمعهم إنسانية نادرة بهالزمن، وخاضوا الطريق من بابه الضيّق حتى صاروا اليوم عنوان واسع للنجاح. "رايه" رح تضل ترفرف بكلّ ساحة عدالة، وكلّ جلسة محكمة، وكلّ شارع فيه مظلوم. لأنّ وراها، في أربع قلوب ما بتعرف تستسلم، وعقل واحد بيركّز عالحقيقة، وضمير مهني بيحمل القانون مش كسلاح، بل كأمل.
وكلّنا، عم ننتظر الفصل الجايي من قصّتهم… لأنّه أكيد رح يكون أروع من الخيال.
تعليقات
إرسال تعليق