القائمة الرئيسية

الصفحات

محمود سليم يشعل التريند بتعاون غنائي منتظر يجمعه مع رنا سماحة وحنين الشاطر: شاعر بيعرف كيف يحوّل الكلمة لمراية، والأغنية لحالة من العمر



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر


بمجرّد ما تم الإعلان عن التعاون الغنائي المنتظر، اللي بيجمع الشاعر المتفرّد محمود سليم مع النجمة رنا سماحة والموهبة الصاعدة حنين الشاطر، انفجر التريند على السوشيال ميديا، واشتعلت التعليقات والتكهنات والأسئلة، الكل صار بده يعرف: شو نوع الأغنية؟ عن شو بتحكي؟ وشو الكلمات اللي كاتبها الشاعر المعروف بإحساسه العالي وصوره المختلفة؟ ولأنه اسمه دايمًا بيجي محمّل بوهج خاص، والكل بيعرف إنه مش من الشعراء اللي بيكتبوا جُمل محفوظة أو غزل جاهز، فمجرد ذكر اسمه بيكفي ليخلي الجمهور يترقّب، ويتجهّز لسماع شي مش عادي.


محمود سليم، الشاعر اللي عوّدنا على اختياراته الذكية، واللي بيعرف يمشي عالخط الرفيع بين الشعر والموسيقى، دايمًا بيبحث عن الكلمة اللي بتحمل معنى جديد، وجوّاها وجع أو أمل، أو حالة بيعيشها كل واحد بينا. هو مش مجرد شاعر بيكتب عشان لحن، هو بيكتب عشان يحكي، وعشان يعبّر عن ناس ما عندها صوت. وكل عمل بيوقعه باسمه بيكون ناضج، وفيه نكهة إنسانية، فيها عمق، وفيها صدق، ودايمًا فيها شوية صمت... الصمت اللي الناس بتعيشه بين الكلام، وبيجي هو يحكيه بكلمة، بحرف، بعبارة بسيطة لكنها بتقلب الدنيا جوّا المستمع.


والمميز بالموضوع، إنه هالمرة التعاون جاي بصيغة مزدوجة، بين نجمة قوية مثل رنا سماحة، المعروفة بصوتها المليان إحساس وقدرتها على تجسيد أي حالة درامية بتوصلها، وبين وجه شاب صاعد مثل حنين الشاطر، اللي اسمها صار يتكرر على صفحات المهتمين بالمواهب الجديدة، واللي بتحمل حضور مختلف وصوت مش تقليدي، مزيج من العفوية والقوّة، بيجذبك من أول نغمة. والتحدي هون، إنه كيف شاعر مثل محمود سليم، بيقدر يكتب أغنية واحدة، تكون مناسبة لاثنين من الأصوات، لكل واحدة منها طابعها وجمهورها وشخصيتها، وهون بيكمن السر.


الأسلوب اللي بيتّبعه محمود دايمًا فيه بعد فلسفي، بس مش معقّد، بيعرف يلمس المشاعر بلغة بسيطة، قريبة، بتدخل للقلب بسرعة بس بتضلّ وقت طويل. وأكتر شي بيخليه مميز، هو إنه بيفكر بالشخص اللي حيسمع، مش بس بالشخص اللي حيغني. وهاد شي نادر بعالم الشعر الغنائي، لأنه كتار بيكتبوا للحن، أو للصوت، بس محمود بيكتب للوجدان. واللي بيعرفه منيح، بيعرف إنه بيعتبر كل أغنية حالة شخصية، بيرجع يعيشها، ينفعل معاها، يكتبها كأنه عم يكتبها لإله، أو لصديق مقرّب. وهون السبب الحقيقي لإنه الناس بتتعلّق بكلماته، لأنه بتشبه وجعن، فرحن، وحتى سكوتن.

أما رنا سماحة، اللي كل فترة بترجع تثبت إنها مش بس صوت جميل، بل فنانة بتتطوّر وبتختار الأغاني بعناية، فهالمرة واضح إنها داخلِة التجربة مع قناعة تامة إنو الكلمات مش تقليدية، ولا الصوت المطلوب منها حيكون متوقّع. الناس اللي سمعت تسجيلات من الستوديو وصار عندها فكرة عن الجو العام، قالت بكل وضوح إنو "في شي مختلف"، وإنو "الصوت المألوف طالع هالمرة بمشاعر جديدة".


وحنين الشاطر، البنت اللي بدايتها واعدة، وهالمرة عم تدخل سوق الغناء من باب كبير، مع شاعر كبير، ومع تعاون فني فيه نُضج، يمكن يخلّيها من أول تجربة تترك بصمة، مش بس بصوتها، بل بحضورها واختيارها لعمل مكتوب بإحساس نادر. ومش قليل إنه اسم مثل محمود سليم يراهن على موهبة جديدة، ويكتب لإلها، لأن دايمًا اختياراته محسوبة، وهو ما بيرضى يوقّع اسمه على أي شي إلا إذا حسّ إنه العمل بيشبهه، وإنه حيعيش مع الناس، مو بس يُسمع ويُنسى.


المشهد الغنائي حالياً، عم بيمرّ بفترة فيها كتير من التكرار والمبالغة، والأغنية صارت بتخلص من قبل ما تبدأ، لكن دخول اسم مثل محمود سليم بهالتوقيت، وبهالتعاون بالذات، عم يعيد تعريف الكلمة الغنائية، وبيفتح باب للغنية تحكي بلهجة مش مستهلكة، وبصوت مش مُجمَّل، بل صوت صادق، بيشبّه الحقيقية، وبيرجع يذكّرنا إنّه الغناء مش ضجة، بل لحظة إحساس ما لازم ننسى طعمتها.


وهلّق، الترقّب صار أكتر من مجرد حماس. صار وعد. وعد بأغنية حتترك بصمة، بكلام حيضلّ على البال، وبموسيقى حتعيش سنين. ومع كلّ تعليق عم ينكتب، وكل فيديو عم ينتشر من كواليس التسجيل، عم نكتشف إنّه الكلمة بعدها سيّدة، وإنه الشاعر الحقيقي بيقدر يخلق حالة حبّ، حالة وجع، حالة شُكر، أو حالة انتصار.. بكلمة وحدة، إذا كانت طالعة من القلب.

تعليقات