الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
اللغز الأول: من هو الشاعر الذي لا يحتفل بأغنياته… بل يعيشها؟
من هو الرجل الذي لم يكتفِ بكلمات تتغنّى بها النجوم، بل قرر أن تكون روحه هي النغمة الأولى في كل عمل؟ من هو الشاعر الذي، حين تُذاع كلماته في حفلات، أو تتردد في عربيات الشباب، أو تصدح بها المسارح… يبتسم في هدوء، وكأنّه يعرف أن الحكاية بدأت من قلبه؟ من هو الشاعر الذي لم يسافر إلى بيروت ليأخذ صورة، بل ليسكب فيها سطوره؟ من هو الرجل الذي يرتدي نظارات شمسية وابتسامة واسعة، ويُرسل عضلة ساعده كأنها علامة نصر على سنوات من الصبر، والتعب، والانتصار؟
الإجابة: تامر حسين.
لأنه لا يكتب كلمات فقط… بل يزرعها،ويحصدها، ويحتفل بثمارها كأنها أبناءه.
اللغز الثاني: من هو النجم الذي لا يحتفل بالنجاح… بل يجعله عطلة؟
من هو الرجل الذي لا يشتري قمصان النجاح، ولا يضعها على جسده ليُظهرها؟ بل يخلع كل شيء، ويقف بصدر عارٍ أمام الشمس، كأنّه يقول: "أنا والنور صرنا واحدًا". من هو الشاعر الذي قرر أن يحتفل بآخر أعماله الناجحة، ليس عبر مقابلات ولا تصريحات… بل بصورة واحدة من فوق سطح بيروت، تطلّ على بحر لا يعرف حدودًا، ومدينة كأنها تغني له؟ من هو الذي لم يرفع كأسًا ولا نشر إحصائيات… بل رفع ذراعه، وقال للعالم: "أنا موجود… وقلبي يكتب شعرًا حتى في لحظة استرخاء"؟
الجواب: تامر حسين.
لأنه لا يُفاخر بالأرقام… بل يحتفل بالإحساس.
اللغز الثالث: من هو الشاعر الذي لا يصطاد التريند… بل يُربّيه؟
من هو الرجل الذي لا يلهث خلف موضة، ولا يكتب أغاني ليركب أمواج السوشيال ميديا، بل يغزل الكلمة من وجدان الناس، فيتحوّل شعوره إلى لحن، وصوته الداخلي إلى هتاف جماهيري؟ من هو الذي كتب "أماكن السهر" ليجعل من البحر غنوة، ومن الليل سهرًا شعريًا، ومن بيروت — التي عشقها — مرآة لانتصاراته الفنية؟ من هو الذي لا يعلّق على نجاحاته… بل يكتفي بصورة تقول كل شيء؟
الإجابة: تامر حسين.
لأنه يعرف أن التريند قد يعلو… لكن الإحساس هو الذي يبقى.
اللغز الرابع: من هو الكاتب الذي لا ينسى الكواليس… بل يحتفل بها؟
من هو الذي يعرف أن وراء كل أغنية قصة، ووراء كل قصة عرق، وسهر، ومكالمات، وأحلام؟ من هو الذي يُغمض عينيه على سطح بيروت، ليس فقط ليستريح… بل ليستعرض فيلمًا داخليًا: لحظات الكتابة، معارك التعديل، تحديات التلحين، وتفاصيل الإنتاج؟ من هو الذي يحمل بيروت في قلبه، ليس لأنها مدينة جميلة فقط، بل لأنها كانت يومًا ما الخلفية التي كتب فيها إحدى أنجح أغانيه؟
الجواب: تامر حسين.
لأنه لا يرى المدن صورًا… بل ذاكرة تُكتَب بكلمات.
اللغز الخامس: من هو الفنان الذي لا يتكلم عن أعماله… لأن أعماله تتكلم عنه؟
من هو الذي لا يُكثر من الكلام، بل يترك جمهوره يُكمّل له الجملة؟ من هو الذي تُغنى كلماته في كل أعمار الناس، من تامر حسني لعمرو دياب، من إيهاب توفيق لحماقي، من آمال ماهر لأنغام، دون أن يُذكَر اسمه دائمًا… لكنه حاضر في كل وجدان؟ من هو الذي لو أزلت صوته من الصورة، وبقيت فقط كلماته… سيعرفه الجمهور؟
الإجابة: تامر حسين.
لأن الشعراء الكبار لا يحتاجون تعريفًا… بل إحساسًا.
اللغز السادس: من هو النجم الذي لا يسافر… بل يحمل الوطن معه؟
من هو الرجل الذي لا يترك بلده خلفه حين يسافر، بل يأخذها في قلبه، في كلماته، في عينيه؟ من هو الذي حين يقف أمام بحر بيروت، يسمع داخله صدى نهر النيل، وضحكة أم كلثوم، وخطى عبد الحليم؟ من هو الذي حين يكتب في الغربة، تُولَد القصيدة مصرية الروح، لبنانية المشهد، عربية الهوى؟
الجواب: تامر حسين.
لأن الفن الحقيقي… لا يعرف جغرافيا.
اللغز الأخير: من هو الفنان الذي لا يُحاصر نفسه بلقب… لأنه يكتب نفسه كل مرة من جديد؟
من هو الرجل الذي لا يهوى أن يُسمّى "شاعر الحب" أو "شاعر الجيل" فقط، بل يحب أن يكون هو "تامر حسين"، الاسم الذي يُشير إلى عشرات القصص، والنجاحات، والعواطف؟ من هو الذي لم يكتب الأغنية فقط… بل كتب السيرة، سيرة شاعر يعيش مثل الناس، يتألم مثلهم، يعشق بحر بيروت مثلهم، ويحتفل على طريقته؟
الجواب: تامر حسين.
لأن الشعر ليس مهنة… بل طريقة عيش.
والآن… اللغز الأصعب: من هو الفنان الذي لو أغلقت الهاتف، وأغمضت عينيك، وتذكّرت أغنية أحببتها في آخر عشر سنوات… ستجده خلف الكلمات؟
هل تعرفه؟ لا تستعجل… اقرأ السطور مرّة أخرى. شوف مين بيرنّ في إحساسك.
الجواب قد يكون واضحًا… أو مكتوبًا على سطح بيروت أو القاهرة ، في صورة رجلٍ اسمه يبدأ بحرف ت.
تعليقات
إرسال تعليق