القائمة الرئيسية

الصفحات

هل كنا هنا حقًا

يأتي وقت… لا يبقى منّا شيء.
لا أثر في الأماكن، لا صوت في الذاكرة، ولا حتى صورة معلّقة على جدار أحد.

تمرّ السنوات على وجودنا كما تمرّ الريح فوق سطح الماء،
تترك تموّجًا خفيفًا… ثم يهدأ كل شيء،
وكأننا لم نمرّ أصلًا.

نحن الذين بكينا ذات ليلٍ من أجل الحب،
وارتجفنا خوفًا من الفقد،
ونجونا من انكساراتٍ كانت قادرة على دفننا أحياء…
أين تذهب كل تلك التفاصيل بعد أن نغيب؟

هل ستتذكّرنا الطاولات التي جلسنا حولها؟
هل سيذكرنا المقعد في الحديقة؟
هل ستظلّ ضحكتنا عالقة في زوايا بيتٍ ما،
أم ستتبخّر مع الغبار؟

نقضي أعمارنا نحاول أن نترك "أثرًا"،
لكن الحقيقة المرعبة؟
أن الزمن لا يحفظ أحدًا،
وأن الوجوه تُنسى بسهولة…
أحيانًا أسرع مما نظن.

ربما كلّ ما يتبقّى من الإنسان بعد رحيله،
هو ذلك الإحساس العابر الذي زرعه في قلبٍ ما:
كلمةٌ قالها، حضنٌ أعطاه، أو صمتٌ شاركه في لحظة انهيار.

وما عدا ذلك؟
يمضي كما لو أنه لم يكن.

هل كنا هنا حقًا؟
أم أن الحياة حلمٌ مرّ بنا…
ثم استيقظت منّا، قبل أن نحفر أسماءنا على جدارها؟.

الكاتب  إدريس أبورزق

تعليقات