القائمة الرئيسية

الصفحات

أنا على العهد

في زمنٍ تُباع فيه الأرواح في سوق المجاملة الزائفة،  
أقفُ وحدي، دون تزيينٍ أو تملق، حافية القلب لكني لا أتعرّى من قيمي.  
يتبادلون الضحكات المعلبة، يعرفون وجوه بعضهم، لكن أرواحهم منفية،  
أما أنا، فلا يعرفني أحد، لأنني لا أشبه الزيف ولا أُجيده،  
وكأنني طيفٌ من زمنٍ نسي الطهرَ حين تكدّس حول المصالح.
قذفتني الأقدار في أرضٍ تصف الطيبة بالسذاجة،  
وترفع رايات التفاخر، وتعاقب القلب إن صدق.  
في هذا الكون، يُحبون من يتقن لعبة الأقنعة،  
ويُنفون من يختار أن يبقى وجهًا نقيًّا دون رتوش.
أنا لا أعرف الحقد، لا لأنني ضعيفة…  
بل لأن الحقد يثقل الروح، ويطعن النقاء، وأنا أرفض أن أعيش بثقل الطعنات.  
لا أُجيد الغش لأنني أرى الحقيقة جميلة، وإن جرحت،  
ولا أتقن المكر، فالعقل السليم لا يركن للفخاخ ولا يحتاج أهدافه.
يقولون إنني على خطأ، لأنني لا أتبدل معهم،  
لا أتبدل كلما تبدلت المصالح، ولا أساوم على طهري كي أُقبل.  
أنا الصواب الذي يُخيفهم، لأن حضوره يُعرّي زيفهم،  
أنا المرآة التي يتجنّبون النظر فيها، لأنهم لا يريدون رؤية الحقيقة التي هجروها.
الغربة التي أعيشها ليست في المكان،  
بل في القيم، في المواقف، في المعنى…  
أنا غريبة لأنني أختار أن أكون نفسي في عالمٍ يريدنا جميعًا نُسخًا بلا ملامح.
لكنني… حين أخلد إلى صمتي، أُدرك أن الطيبة ليست لعنة،  
بل رسالة، رسالة مقاومة هادئة تُثبت أن الضوء لا يحتاج إلى الجلبة كي يُضيء.  
فلتُخطئوني كما تشاؤون،  
أنا لن أُبدّل هذا القلب، لأنه نادر، ومَن كان نادرًا لا يُبدّله الزمان.
 بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات