القائمة الرئيسية

الصفحات

أُمِّي لَمْ يَبْقَ إِلَّا الدَّمْعُ
سَكَتَ الصَّبَاحُ وَانْحَنَّتِ الأغْصَانُ  
وَالنَّوْرُ فِي حُجْرَتِكِ صَارَ سَرَابًا  
يَا مَنْ بِحُبِّكِ كُنَّا نَمْلأُ الدُّنْيَا ضِيَاءً  
الآنَ.. صِرْنَا ظِلَالًا أَوْ سَحَابًا !

سَأَلْتُ: "أَيْنَ العَيْشُ بَعْدَ اليَوْمِ؟"  
فَأَجَابَنِي صَمْتُ الجُدْرَانِ  
وَغَدَا البَيْتُ ـ رُغْمَ أَنَّهُ بَيْتٌ ـ  
كَالطِّفْلِ اليَتِيمِ.. بِلا نَوَافِذَ وَلا أَبْوَابًا !

لَمْ تَزَلِ العُيُونُ طَرِيدَةَ غَفْوَةٍ..  
وَإِذَا غَفَوْتُ أُلْمِحُكِ خَلْفَ الجُفُونِ  
وَلَا أَرَى عَلَى جَبْهَتِي إِلَّا يَدَيْهَا  
فَإِذَا الصَّبَاحُ يَدُقُّ.. وَأَنَا أَسْأَلُ: مَاذَا؟!  
هَلْ تَعْبُرِينَ الحِجَابَ إِلَيَّ خَفَايًّا؟  
أَمْ هُوَ حَنِينٌ..  
يُجَسِّدُ مَا فَقَدَهُ القَلْبُ وَالفُؤَادَا؟

أُمِّي يَا وَرْدَةً..  
يَا مَنْ.. غَابَتْ شَمْسُكِ عَنِّي  
فَصِرْتُ أَسْحَبُ ظِلِّي فِي الشَّوَارِعِ..  
حَتَّى الغُيُومُ تَرَأفُتْ مِنْ بُكَايَا  
وَالنَّخْلَةُ الحَزِينَةُ تَرْكَعُ لِلْوَدَاعِ !

بقلمي محمد جلال

تعليقات