قصيدة بذرة الصدق

 بذرةُ الصدق

غرسَ النفاقُ جذورَهُ  

في الأرضِ حتى استقَرَّا  

وأغصانُهُ قد تفرَّعتْ  

وغطَّتْ طريقَ البَصِيرَا

وجوهٌ تزيَّنتْ ببهاءِ  

وفي القلبِ تخفي السَعيرَا  

وكم من قلوبٍ تقنَّعتْ  

وقد أشعلَتْ في الضميرَا

أصيحُ: "إنا لربِّي أعودُ  

فإنَّ الزمانَ مُريرَا"  

أُفتّشُ عن بذرةٍ طيّبةٍ  

لتَصمدَ ضدَّ الشريرَا

سأغرسُها بينَ أشواقِي  

وأروي بِها الحُرَّ طِيرَا  

وأُنشدُ صُبحًا من الصدقِ  

يُزيحُ الظلامَ الغَزيرَا

أنا لستُ من أهلِ زيفٍ  

ولا أتزيّنُ زورًا  

فوجهِي يفيضُ بيُسرٍ  

ولُغتي تَطيرُ نَسِيرَا

لساني نقيٌّ، صادقٌ،  

ولا يعرفُ التزويرَا  

وقلبي شفيفٌ كماءِ  

نقِيٍّ يُبدّدُ الشرورا

أنا بذرةٌ في صقيعِ الدُّنا  

ولكنَّني لا أَسيرَا  

بل أَنبتُ وسطَ الشقوقِ  

وأرفضُ طبعَ الأَسيرَا

وإنْ عَزفوا لحنَ خداعٍ  

أردُّ الصدى في الضميرَا  

وأصدحُ بالصوتِ حتى  

يُحيي بحبٍّ القلبَ نورًا

فإنْ وجدتُ بذرةَ خيرٍ  

غَرستُ بها الأملَ الغَزِيرَا  

وكم من شعاعٍ صغيرٍ  

يُبدّدُ ليلًا مُثيرَا

أنا صورةُ الحُسنِ في نَفسٍ  

طَهُورٍ ترى الحقَّ بدرا

أنا ذاك الحُلمُ إن عادَ  

يُحيي بحبٍّ القلبَ نورًا

بقلم الأستاذة خديجة آلاء شريف