أنا إمرأة لا تُفكُّ شيفرتُها،
في داخلي حكاياتٌ لا تُروى إلّا بصمت،
عقلي نضجَ على نارِ التجارب،
يستظلّ الحكمة، وينبضُ بالحدس.
كل فكرةٍ فيه نبوءة،
كل تأمّلٍ رسالة،
وكلّ صمتٍ صلاةٌ خفيّة،
ينسابُ مثل نسيمٍ على ضفاف التأمل.
قلبي يسامح كأنه لم يعرف الطعن،
يصدق حتى في فصول الكذب،
يتعلّق بالغد رغم خيبات الأمس،
ويركض نحو الورد دون أن يحسب الأشواك.
حين تهمس له الحياة: أختبئ
يضحك كأنه يُصدّق الحلم،
ينسى الندوب،
ويُشبه الغيم حين يُولَد من الفجر.
أنا لا أُتقن الخداع،
ليس عجزًا، بل نقاء،
الصدق يسكنني،
والمكر لا يشبه وجهي.
كأنني خُلقت من ضوءٍ لا ينكسر،
نغمةٌ لا تُعزف إلا حين يصمت الضجيج،
وصورةٌ لا تُتكرر في المرايا،
أنا إمرأة من ضوءٍ داخلي.
حين أُحب، أُعانق الكون،
كما تُطمئن الأمُّ رضيعها،
أُعطي بلا حساب،
وأحمي من أحب كأنهم أنا.
وحين أغضب،
تتشكل الرياح من غضبي،
ويكتب الزمان سطورًا جديدة،
تُعلّقها الفصول على أبوابها.
أنا عقلٌ يقرأ مابين السطور،
وقلبٌ يُصلي للأمل،
أنا إمرأة تمشي بين الحكم والشعور،
وتجمعهما كما يجمع البحر الضوء والماء.
تسكنني الأسئلة،
ويُضيء دربي الشكّ النبيل،
لا أسكن في اليقين الكامل،
ولا أُسلّم للتيّارات العابرة.
كل حرفٍ فيَّ امتدادٌ لتجربة،
وكل ذكرى مرآةٌ تنطق بدون صوت،
أنا مرآةٌ تلمع في عيونٍ صافية،
ولستُ رفّا يُعلّق عليه تعريفٌ واحد.
فلا تُفسّرني،
أنا تناقضٌ يعيش بانسجام،
أنا حلمٌ يُفسّر نفسه،
أنا إمرأة بين الحلم والفهم،
وفي كل جانبٍ مني،
حقيقةٌ لا تُكشف، وجمالٌ لا يُعاد.
تعليقات
إرسال تعليق