القائمة الرئيسية

الصفحات

ليت الزمان يعود
ليتَ الزمانَ يعودُ نحوَ بدايتي
فأُلامسَ الوجهَ الطفوليَّ بِهِمَّتي
وأُعيدَ دهشَتي الأولى بلا كَلَفٍ،
تغفو الحقيقةُ في براءةِ لُعبَتي
شجرُ الحياةِ هوى وسارَ لغُربتي،
قد خانَ جذعَ الصدقِ في خُطواتِهِ
كم كنتُ أغفو فيه دونَ مخافةٍ،
واليومَ يُسقِطني بلطفِ نهايتي
أوراقُ عمري قد تساقطَ صمتُها،
مثل اليتيمِ على رصيفِ حكايتي
ليتَ الذي مضى استدارَ بثوبِهِ،
فأعيدُ طفلتَنا التي في راحتي
كُنا نُعلّقُ حلمَنا في نجمِهِ،
ونغوصُ في الآفاقِ دونَ وسيلتي
ضحكٌ يُطاردُنا كسربِ فراشةٍ،
نقفو خُطاها دونَ قيدِ هُويتي
كُنا نبني الرملَ مدنًا ناعمةً،
لا تشتكي الخرسانَ في أحقيّتي
والأرضُ ملعبُنا، فضاءٌ واسعٌ،
نسعى لدهشتِهِ بفكرِ طفولتي
والوقتُ لا يَزِنُ الحضورَ بحكمةٍ،
بل كانَ يبتسمُ الطليقَ بنَغْمَتي
قد كان للغيماتِ وعدٌ طيّبٌ،
تمطرْ إذا ما أشرقتْ في شِهدتي
أما العيونُ فكم وُلدنَ بريئةً،
لا تعرفُ الشكوى بلُغْةِ لوْعَتي
كُنا نغنّي للندى ونسيمِهِ،
ونرى الحجارةَ كالملاكِ براحتي
والصمتُ مرآةٌ لنا لا تخدعُ،
كلُّ الذي نَفهمْهُ من أُلفَتي
ليتَ الزمانَ يعودَ ضيفًا للحظةٍ،
يُهدي لقلبي زهرةً من نَسْمَتي
قد ضيّعَ الكِبَرُ البداياتِ التي،
كُنا نُقدّسُها على قُممِ الرؤى
فلنستعدَّ نقاءَنا في ذكْرِها،
ولنَرْتَوي من حوضِ تلكَ البسمة

 بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات