حين يصطفّ العمر على رصيف الذاكرة،
يُطلّ طيفكم كأنكم دعاءٌ لا يُنسى،
كأنكم فرحٌ تسلّل من بين صدوع الحنين،
كأنكم هدوءٌ، والكونُ مشتعلٌ بضوضائه.
لم أكتبكم لتُقرؤوا… بل لتُشعروا،
كنتم المعنى حين تاهت الحروف،
وكنتم الصوت حين سكن اللسانُ التعب،
رفقتكم كانت نجاةً، لا لقاءً عابرًا.
فيكم دفءٌ لا يُشرح،
وفيكم حنانٌ يشبه التواطؤ الجميل بين القلب والسماء.
إذا حاصرتني الحياةُ بأسئلتها،
أجدكم الجواب الذي لا يحتاج منطقًا.
ما بينكم وبين النسيان بحرٌ لا يُعبر،
كلما حاولتُ الرحيل،
عادتني خطواتي محمّلةً بحنينٍ لا يُفسَّر،
كأنكم الوطن حين يُغتال الانتماء.
تطوفون في أرواحنا كأنكم صلاةٌ لا تنتهي،
كأنكم القصيدة التي نسيتها في جيب المعطف القديم،
ومع كل شتاء، تعود تملأني دفئًا.
أنتم من علّمني أن الصحبة ليست زمنًا، بل أثرًا،
وأن الوفاء لا يُطلب، بل يُوهب،
وأن بعض القلوب تصنع لنا عمرًا آخر، بلا زمن ولا حدود.
تعليقات
إرسال تعليق