حين يُهاجمني البرد من حيث لا أدري،
لا ذاك البرد الذي تُقاومه الأقمشة،
بل ذاك الذي ينفذ إلى تجاويف الروح،
ويضيق معه نبضي، وتتقلّص معه المسافات بيني وبين الانطفاء...
ألتفت إليكِ،
فأراك حضنًا من نور،
نسجَتك الأقدار لي من خيوط حنانٍ لا يُفكُّ،
من صدقٍ لا تَشوبه الظنون،
كأنك معطفٌ خُلِق لي وحدي،
ينسدلُ على وجعي بلطافة،
ويمسح على انكساراتي كأكفّ أمٍّ تهدهد خوف وليدها.
في وهجك،
تتراجع الغربة إلى زواياها البعيدة،
وتغفو أشواقي على سريرٍ من سكون،
كما ينام البلبل بين رموش الغسق،
آمنًا... مُرتخي الأطراف...
كأن الزمن أوقف دقّاته ليمنحني لحظة نقاء.
ألم أقل إنَّ الدفء لا يُستعار من المدافئ،
ولا يُقاس بمقاييس الطقس؟
هو نظرة تطمئن القلب،
ولمسات تُرمم ما أفسدته الحياة،
هو وجودٌ يسند ارتباكي،
ويعيد ترتيب فوضاي بحنوّ،
وجودٌ يُرجعني إليّ… لا كما كنت،
بل كما تمنّيت أن أكون:
نسخةً أكثر هدوءًا، أكثر تصالحًا، أكثر إنصافًا لنفسي.
تعليقات
إرسال تعليق