الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
من هو الفنان الذي يغيب فلا يُنسى؟ ومن هو الصوت الذي يتوقف فلا يخفت؟ من هو الرجل الذي لا يحتاج إلى أن يبرر غيابه، لأن جمهوره دائمًا على يقين بأن ما ينتظره… يستحق الانتظار؟ من هو الفنان الذي إذا وُضع على بوستر واحد… تغيّر مزاج المدينة؟
الإجابة:
إنه حسام حبيب… الفنان الذي لا يُقدّم أغنية بل يُجسّد حالة، لا يغني فقط بل يهمس ويشرح ويتنفس على المسرح، رجل لا يملأ المساحات بالصوت العالي، بل يملأ القلوب بالصدق النادر. حين أُعلن عن حفل "SENSATIONS | أحاسيس" ضمن فعاليات موسم جدة، لم يكن الخبر عادياً… بل مفاجأة لها وقع خاص، لأن حسام لا يظهر كثيراً، لكنه حين يقرر أن يعود، فذلك يعني أن هناك شيئًا استثنائيًا يستحق أن يُقال، ويُغنّى، ويُحتفل به.
اللغز الثاني: ما الذي يحدث حين يغني شخص يُشبهنا؟
من هو الفنان الذي لا يغني للحب فقط… بل يغني لنا؟ من الذي يُشبه نبضنا حين نضع الرأس على الوسادة؟ من الذي يُجيد التعبير عن التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها أحد… لكنها تُشعل قلوبنا؟
الإجابة:
حسام حبيب، الفنان الذي كلما غنى، تذكّرنا وجوهًا بعينها، مواقف بعينها، مشاعر لم نُفسرها من قبل، لكنه قالها عنا. في حفل 18 يوليو 2025، سنكون على موعد مع تجربة لا تُقاس بالدقائق، بل بما سيُترك فينا بعدها. ليلة "أحاسيس" ليست مجرد عنوان… بل خلاصة مسيرته. الجمهور لن يسمع فقط "أجمل قصة حب"، و"فرق كتير"، و"كل ما أغني"، بل سيُعايش إحساس من كتب وغنّى تلك الأغنيات وكأنها خرجت لتوّها من صدره. جدة ستكون تلك الليلة أشبه بمذياع عملاق… يردد نبض رجل يُغني بهدوء، لكنه يُزلزل الداخل.
اللغز الثالث: من الذي يستطيع أن يحوّل حفلاً إلى حالة نفسية؟
من هو الفنان الذي لا يحتاج إلى مؤثرات بصرية ليصنع تأثيرًا حقيقيًا؟ من لا يُجيد الرقص، لكنه يُجيد إصابة القلب في منتصفه؟ من يُقدّم الحفلة وكأنها جلسة صفاء… لا عرضًا صاخبًا؟ من يُشبهنا وهو يغني، فنشعر أننا نغني معه؟
الإجابة:
إنه صاحب الحضور النقي، حسام حبيب. في حفل Jeddah Superdome، لن تراه يصرخ على المسرح… بل يهمس. لن يطلب التصفيق… بل سيكسبه بصمته. لأنه لا يُجيد إلا الصدق، ولا يعرف طريقاً غير إحساسه. لذلك سُميت الليلة "أحاسيس"... لأن من يعرف حسام، يعرف أنه لا يبيع استعراضًا، بل يقدّم حياة، يقدّم لحظة حب عابرة، ونبضة وجع غير مكتملة، وخفقة اشتياق صامتة، ويحوّلها جميعًا إلى موسيقى.
اللغز الرابع: لماذا 18 يوليو تحديدًا؟ ولماذا جدة؟ ولماذا الآن؟
لماذا اختار أن يُغني في جدة لا في غيرها؟ ولماذا الآن؟ بعد غياب؟ لماذا يختار لحظة ما ليقف ويقول "أنا هنا"؟ ما الذي يحدث حين يقرّر فنان مثل حسام أن يُمسك بالميكروفون من جديد؟ هل نسمع صوتاً؟ أم نُجبر على إعادة قراءة ذاكرتنا؟
الإجابة:
لأن جدة مدينة العواطف غير المُعلنة… مدينة التفاصيل التي تُفهم بدون شرح، فكان طبيعيًا أن تكون هي المسرح، وهي الجمهور، وهي الصدى. و18 يوليو هو التوقيت الأنسب لعودة رجل لا يُجيد إلا أن يطل حين يكون لديه شيء حقيقي ليقوله. فهذه ليست حفلة لملء جدول موسم، بل لحظة اختيار دقيقة، من فنان يعرف أن كل ما يقدمه يجب أن يحمل اسمه ووزنه وروحه. والآن… هو جاهز، وجمهوره جاهز، والأغاني القديمة تشتاق لأن تُغنى من جديد، لكنها بصوت ناضج، بروح أخرى، بوجعٍ أنضج وأجمل.
اللغز الخامس: ماذا نُريد من حفلة حسام حبيب؟ ولماذا نشتري تذكرة ليست فقط لحضور، بل لعبور؟
هل نريد أن نسمع أغنياته؟ أم أن نسمع أنفسنا بصوته؟ هل نريد أن نردد ما نعرفه؟ أم أن نُعيد اكتشافه؟ هل نريد أن نفرح؟ أم أن نرتب وجداننا المبعثر؟ هل هي حفلة؟ أم جلسة اعتراف فني؟ هل سنخرج منها كما دخلنا؟ أم سنترك جزءًا منا هناك؟
الإجابة:
في ليلة "أحاسيس"، ستجلس لتسمع، لكنك ستغادر وقد تغيّر شيء داخلك. لأن هذا هو سحر حسام حبيب… لا يُغني ليُبهر، بل ليقرّبك من ذاتك. تذكرة هذه الليلة لا تشتري مقعدًا فقط… بل تشتري تجربة، تشتري جلسة مع نفسك، تُواجه فيها قلبك، وتترك فيها ضجيجك خارج الباب. هو الفنان الذي لا يقف على المسرح ليمتلئ الضوء حوله، بل ليترك ظله فيك. فهل أنت مستعد لتلك الليلة؟ هل أنت مستعد لتكتشف ما لم تُسمعه داخلك من قبل؟
تعليقات
إرسال تعليق