لم أكن شوكًا... وإن مرّت عليَّ الجراح
بل زهرةً تنمو على كَتفِ الرياح
أُرمّمُ الحلمَ الكسيرَ بصبرِ قلبي
وأُشعلُ الوجدَ المُضيءَ على انفتاح
صافحتُ من رجموا يقيني بالحجارةْ
وترفّقتْ روحي بهم رغمَ الجراح
ما كنتُ أُشبِهُ من جرح
أنا التي تبني السلامَ على السماح
كتمتُ صوتَ الغصةِ السوداءِ فيّ
كي لا تُصبّ على القلوبِ رُعاشَ ناح
ومشيتُ وحدي في الظلامِ
أُرتّلُ الدعواتِ في حزنٍ مباح
أنا لم أُهِنْ طُهري، ولو جاؤوا بعاصفَةِ النفاقْ
إيماني الحيُّ اعتصمْتُ به... فلاح
زرعتُ في صدري يقينًا
أنني... أبقى نقية رغمَ اجتياح
لم أُنكرِ الطيبَ القديمَ، ولم أُساومْ
حتّى إذا الصمتُ انحنى، أبقاهُ راح
أنا لستُ ظلًّا للوجوهِ المتعبةْ
أنا بياضٌ لا يُشوّهُهُ الصياح
قلبي الذي جُرِحَ مرارًا لم يُغادرْ
ظَلَّ العطاءُ به يُناديني... فباح
ما زلتُ أُؤمنُ أن للإنسانِ طيفًا
يُبقي على نبضِ التراحمِ والنجاح
هذي أنا، لا تنتظرْ منّي انتقامًا
يكفي بأنّي... لم أكنْ يومًا سلاح
رعيتُ وجعي كطفلٍ لا ذنوبَ لهُ
وربتُّ حزني بحنوٍّ دونَ نُباح
لم ألقِ ظلّي في دروبِ الخادعينَ
ولا سكبتُ النورَ في كفٍّ شَحاح
رفضي لِأن أُشبهَ الطغاةَ بطولةٌ
وعفوي صلاةٌ في الضلوعِ بلا سلاح
أنا الوضوحُ، وإن تجمهرَ حولي
وجهُ الخداعِ وتاهَ صوتُ الانشراح
ما من كرامةِ قلبٍ دونَ صبرٍ
ولا يُرى نورُ الحقيقةِ في النزاح
فدعوا نقائي شاهدي إن عدتُ يومًا
ألملمُ العمرَ... إن تَشظّى في الرماح
`
تعليقات
إرسال تعليق