بقلم مي محمد عبدالرحمن
الحياة لا تُمنح دفعةً واحدة،
بل تأتينا على هيئة شذرات…
لحظة فرح عابرة، نظرة دافئة،
كلمة صدق وسط زحام التمثيل،
أو لقاء غير متوقّع يُعيد ترتيب الفوضى بداخلنا.
كل يومٍ يحمل شيئًا،
لا يُشبه ما قبله، ولا يتكرّر كما بعده.
فالشذرات لا تتناسخ،
بل تُهدى لنا بصمت،
وكأن الحياة تهمس:
“انتبه… ها هنا المعنى.”
قد تكون الشذرة ابتسامة غريب،
أو صوت أم ينادينا كما كنا صغارًا،
وقد تكون لحظة تأملٍ في الغروب،
تعلّمنا أن النهاية ليست دائمًا حزنًا،
بل قد تكون سكينة.
نحاول جمع هذه الشذرات كأننا نلملم قطعًا منّا،
نبني بها ذاكرتنا، قناعاتنا، وحتى أحلامنا.
لكننا حين ننظر إلى الوراء،
ندرك أن أجمل ما عشناه لم يكن مخطّطًا،
بل جاء عفويًا… في لحظة صدق.
شذرات من الحياة،
هي التي تُبقي فينا الضوء،
وتعلّمنا كيف نُحب رغم الألم،
ونحلم رغم التعب،
وننهض، حتى إن سقطنا ألف مرة.
تعليقات
إرسال تعليق