بقلم مي محمد عبدالرحمن
كان "مروان" قد انتقل حديثًا إلى شقة قديمة في وسط المدينة، ورغم أن البناء يبدو مهترئًا من الخارج، إلا أن الإيجار الزهيد أغراه. لم يكن يملك الكثير، فبعد فقدان عمله وتراكم الديون، كانت هذه الشقة فرصة لا تُفوّت.
في الليلة الأولى، استلقى منهكًا على الفراش وهو يحاول تجاهل صوت المواسير القديمة وصراخ القِطط في الزقاق. لكنه سمع شيئًا آخر… صوت خافت يأتي من خلف الجدار المجاور. بدا كأنه بكاء مكتوم… ثم همسات. ظنّها هلوسات التعب، لكنه سمعها مجددًا في الليلة التالية… والليلة التي بعدها.
في اليوم الرابع، قرر أن يسترق السمع بوضع أذنه على الحائط. سمع هذه المرة صوت فتاة تقول بصوت مبحوح:
"إذا كنت تسمعني… أخرجني من هنا… من فضلك."
شعر مروان بقشعريرة تسري في جسده. لم يعرف ماذا يفعل. حاول أن يطرق باب الجيران، لكن الشقة المجاورة بدت مهجورة. لا أصوات، لا حركة، فقط الباب المقفل بطبقة من الغبار.
ذهب للبواب وسأل الحارس، فأجابه الرجل العجوز وهو يهمس كأنه لا يريد لأحد أن يسمعه:
"الشقة اللي جنبك؟ فاضية من خمس سنين. كانت ساكنة فيها بنت اسمها ليلى… اختفت فجأة، ولا حدا عرف .
ولنا لقاء بالجزء الثاني عزيزي القارئ
تعليقات
إرسال تعليق