القائمة الرئيسية

الصفحات

بين الركام يولد الأمل، وفي زمن الحرب يبقى الوطن هو المعركة الكبرى




بقلم د . هاني المصري

------


في لحظات الخراب، حين تشتعل الأرض وتتكسر الجدران وتعمّ الفوضى، تقف الشعوب الحرة في مفترق طرق: إما الهروب من تحت القصف، أو التشبث بجذور الأرض مهما كان الثمن. وفي هذا المفرق الحاسم، نكتب رسالتنا لكل من تحترق أرضه بالحرب: " دافع عن أرضك، إياك أن تغادرها " .


ليست الأرض مجرد رقعة جغرافية، بل هي ذاكرةٌ وهويةٌ وكرامة. الحرب، مهما كانت عنيفة، لا تملك الحق في اقتلاع شعب من تاريخه. العدو لا يخشى السلاح وحده، بل يخشى الإنسان الذي يتمسك بأرضه، يرفض أن يُقتلع، ويقرر أن يكون شاهدًا على قيام الوطن من تحت الأنقاض.


لقد علمتنا التجارب أن الأوطان لا تعود إلا بأبنائها. والشتات لا يبني حضارة، بل يذيب الملامح. فمن يُغادر وطنه في الحرب، يترك خلفه فراغًا يملؤه الطامعون. ومن يبقى، حتى في أصعب الظروف، يكتب بصموده فجرًا جديدًا لوطنٍ لا يموت.


هذه رسالة لكل من يسكنون تحت القصف، يفتقدون الأمان، يطاردهم الخوف: أنتم لستم وحدكم. أنتم روح الوطن، ودرعه، وصوته الذي لا يُقهر. لا تستسلموا للرحيل، فالهجرة ليست خلاصًا بل تأجيلٌ للحلم. أما البقاء، فهو الجهاد الأسمى في وجه محتلٍّ لا يخشى سوى شعب لا يهرب.


ابقَ حيث أنت، وكن الوطن. دافع عنه بوجودك، بذاكرتك، بصمودك. لا تمنح الحرب انتصارها الأكبر بأن تُجبرك على الرحيل.


إياك أن تغادرها... فالوطن لا يُؤخذ بالقوة، بل يُنتزع بالصبر

تعليقات