القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن فضائل العشر من ذي الحجة


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 4 يونية 2024

الحمد لله الحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب دعوة المضطرين ومسبل النعم على الخلق أجمعين، عظم حلمه فستر، وبسط يده بالعطاء فأكثر، نعمه تترى وفضله لا يحصى، من أناخ بباب كرمه ظفر، وأزال عنه الضر، وجبر ما انكسر، إليه وحده ترفع الشكوى وهو المقصود في السر والنجوى يجود بأعظم مطلوب ويعُم بفضله وإحسانه كل مرغوب، سبحانه أنشأ السحاب الثقال فأهطل ديمها فبلّ الأرض بعد جفوفها وأخرج نبتها بعد جدوبها سبحانه وسع سمعه ضجيج الأصوات باختلاف اللغات وتنوع الحاجات فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو مجيب الدعوات وفارج الكربات وهو مجبل النعم على جميع البريات وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا هو عبد الله ورسوله، أصدق العباد قصدا وأعظمهم لربه ذكرا وخشية وتقوى صلى الله وسلم وبارك عليه.





وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ثم أما بعد إن من فضائل العشر من ذي الحجة أن الله أقسم بها، ومعلوم أن الله إذا أقسم بشيء دل ذلك على عظمته وأهميته، وقد أقسم الله تعالى بها كما أقسم بأشياء أخرى عظيمة غيرها ليدل على عظمها وأهميتها وفضلها فقد أقسم الله تعالى بالقلم، وأقسم الله تعالى بالليل والنهار، وكما أقسم الله تعالى بالليل والنهار أقسم الله تعالى ببعض أجزاء النهار فقد أقسم الله تعالى بالفجر، وأقسم الله تعالى بالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها وأقسم الله تعالى بالضحى، وأقسم الله تعالى بالعصر، وأقسم الله تعالى ببعض المأكولات وبعض الأماكن فقد أقسم بالتين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين.





والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قال بذلك ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد وقتادة والضحاك والسدى ومقاتل ومسروق، وغير واحد من السلف والخلف، ومن فضلها أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره عما رزق من بهيمة الأنعام، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي "ويذكروا اسم الله فى أيات معلومات" والأيام المعلومات هى أيام العشر، والأيام المعدودات هى أيام التشريق أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة" رواه البخاري معلقا مجزوما به، وهو صحيح، قاله النووي، وهو قول الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل، وقال ابن رجب رحمه الله وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، ومن فضلها أنها من جملة الأربعين يوما التي واعدها الله سبحانه وتعالى نبى الله موسي عليه السلام.




فقال تعالى فى سورة الأعراف" وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة" وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية وقد اختلف المفسرون في هذه العشر، ما هي ؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة والعشر، هى عشر ذي الحجة، وقال بذلك مجاهد، ومسروق، وابن جريج، وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيرهم، وروي أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال " وأتممناها بعشر" قال عشر الأضحى، وعن مجاهد رحمه الله قال "ما من عمل من أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة، قال وهي العشر التي أتممها الله عز وجل لموسي عليه السلام"

تعليقات