القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن ما علي الحاج قبل سفرة


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد ينبعي علي الحاج قبل الذهاب إلي بيت الله الحرام رد الحقوق والمظالم إلى أهلها، فالحاج أيها المسلمون، وهو متوجه إلى الأراضي المقدسة، إنما يهدف إلى أمر واحد وهو أن يرجع بحج مبرور وذنب مغفور، وكما نعلم جميعا أن الذنوب أقسام، منها ما يتعلق بحقوق الله تعالي، ومنها ما يتعلق بحقوق العباد، والله سبحانه وتعالى لأنه رحيم بعباده وهو أهل التقوى وأهل المغفرة. 




فإنه أهل لأن يعفو عن عبده فيما بينه وبينه من حقوق وذلك بالتوبة الصادقة لله سبحانه وتعالى مصداقا لقوله تعالى كما جاء في سورة النساء " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افتري إثما مبينا" أما حقوق العباد فلابد من رجوعها وردها إلى أصحابها، وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " من كان له مظلمة لأخية من عرضه أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبة فحمل عليه " وكذلك على الحاج أن يرد الأمانات إلى أصحابها قبل شروعه في السفر إقتداء بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم عزم على الهجرة النبوية الشريفة. 




فوض الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه ليرد الأمانات إلى أصحابها، وكما ينبعي علي الحاج قبل الذهاب إلي بيت الله الحرام هو صلة الأرحام، فالحاج وهو متجه إلى بيت الله الحرام، ينبغي عليه أن يصلح ما بينه وبين أهله وأقربائه حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث جبير بن مطعم " لا يدخل الجنة قاطع رحم " فليس هناك شيء في الحياة الدنيا يستحق أن يقطع الإنسان رحمه بسببه، وكما ينبعي علي الحاج قبل الذهاب إلي بيت الله الحرام أن يتعلم فقه وأحكام الحج حتى يؤدي فريضه الحج كما ينبغي، ففرق شاسع بين أن يؤدى الإنسان عبادته على علم ومعرفة، ومن يؤديها على غير فقه بأمور الحج، فهنيئا لمن رزقه الله سبحانه وتعالى حج بيته الحرام في هذا العام. 




ونسأله سبحانه وتعالى أن ييسر حج بيته الحرام لكل مشتاق في الأعوام القادمة إن شاء الله، ولكن أيها المسلمون، في النهاية هناك أمر في غاية الأهمية بالنسبة للحاج، ألا وهو أن يحرص الحاج أن يكون ماله حلالا حتى يتقبل الله منه حجه، اللهم احشرنا في زمرة الأمناء وأعنا على أداء الأمانة، اللهم هيئ للأمة أمناء يحملون عبء نصرها، فتنصرهم ومسؤولية صلاحها فتعينهم، اللهم إنا نسألك كريم الأخلاق وأن نكون من الأقربين يوم القيامة من رسولك ونبيك عليه الصلاة والسلام بحسن أخلاقنا، اللهم أنت القادر على ذلك، اللهم آمين، نستغفرك ونتوب إليك، فإنك أنت التواب الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تعليقات