بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،، إنه يفهم من الأحاديث النبوية الشريفة بوضوح أن الرمي بعد طلوع الشمس إنما هو الأفضل والأحسن إتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس بواجب، ولا سيما في ظروف الزحام الذي يشهده عصرنا، ذلك الزحام الذي يروح ضحيته كل عام عدد لا بأس به من الحجاج تحت أرجل الناس، وقال الشيرازي وإن رمى بعد نصف الليل وقبل طلوع الفجر أجزأه، لما روت السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أم سلمة رضي الله عنها يوم النحر، فرمت قبل الفجر، ثم أفاضت، وقد قال النووي وحديث السيدة عائشة رضى الله عنها هذا صحيح رواه أبو داود.
والظاهر أن وقت الرمي في يوم النحر يمتد للجميع الى الليل أي الى الفجر،لحديث البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال رجل رميت بعدما أمسيت؟ فقال "لا حرج" فهذا الحديث الصحيح واضح في دلالته على جواز الرمي في الليل من دون تقييد بمن له عذر ام لا، ومن دون تخصيصه بأول الليل، او آخره، وما روي عن بعض الآثار عن الصحابة لا يمكن ان يعارض هذا الحديث المرفوع الصحيح الصريح، وأما عن حكم من لم يرمى جمرة العقبة في نهار النحر، فإن من لم يرمى جمرة العقبة بعذر أو بدونه في نهار اليوم الأول من ايام العيد فإنه يرميه بالليل أداء ولا شيء عليه عند ابي حنيفة، والشافعي، ولكن عند الإمام مالك يكون قضاء وعليه دم، وقد استدلوا بحديث ابن عباس رضى الله عنهما الذي رواه البخارى " فقال رجل رميت بعدما أمسيت؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا حرج" والمساء يشمل الليل أيضا، حيث يدل بوضوح على جواز رمي جمرة العقبة بالليل، وخصوصا أن ابن عباس رضى الله عنهما ذكره في بداية الحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل يوم النحر بمنى" ونوقش بأن المساء آخر النهار، وأجيب بأن المساء يطلق في عرف العرب على آخر النهار إلى نصف الليل والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وخصوصا أن السؤال يوحي انه يسأل عن الرمي في الليل، لأن هذا هو محل الإشكال، أما النهار فمعلوم جواز الرمي فيه فلا يسأل عنه صحابي، واستدلوا كذلك بحديث ابن عمر الذي أمر زوجته صفية، وابنة أخيها برمي الجمرة بعد الغروب ورأى أنهما لا شيء عليهما، وهذا صريح في أن ذلك كان بعلم الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذ لا يفتي ابن عمر بمثل ذلك بمجرد الرأى، وأجيب بأن صفية كان لها عذر حيث كانت بصحبة ابنة أخيها التي نفست بالمزدلفة، ويمكن أن يجاب عن ذلك بأنه لو لم يكن ذلك وقتا، ليبيّن ابن عمر رضى الله عنهما بأن ذلك كان قضاء، فاللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هيئ للأمة أمناء يحملون عبء نصرها، فتنصرهم ومسؤولية صلاحها فتعينهم، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم احفظ هذه الأرض من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم من أرادها وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه واجعل كيده تدميرا له، اللهم رد كيده في نحره واجعله عبرة لمن يعتبر.
تعليقات
إرسال تعليق