القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن لصوص شهر رمضان من العباد


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، يا ربنا لك الحمد أن أنزلت على عبدك الكتاب وأخزيت الأحزاب، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، وحده لا شريك له رب الأرباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المستغفر التواب، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله والأصحاب يا أرحم الراحمين، وبعد، عباد الله اتقوا الله، أوصيكم وإياي ونفسي المخطئة والمذنبة بتقوى الله عز وجل، وأحثكم على طاعته، وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، ثم أما بعد.





ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وكما يوجد قطاع طرق في طرق السفر، يخرجون على الناس يخيفونهم، ويسلبونهم ما لديهم من الأموال، وربما ردوهم إلى الخلف، فلم يعبروا حتى أن بعض الحجاج كانوا يعودون لأن السبل لم تكن آمنة، فيخرج قطاع الطرق، فيبقون في الطريق، فيرجع الحجاج إلى بلادهم بلا حج، كذلك في رمضان يوجد لصوص وقطاع طرق، يقطعون على الناس أثر العبادة، يسلبونهم حلاوة الإيمان، ويضلونهم بما يعرضونه، ولذلك أراد بعضهم أن يقول في رمضان مقاطعة المسلسلات لأنه ثبت أنها تؤثر في الدين والعقيدة والأخلاق والفضيلة، وأقل ما فيها أنها تلهي عن ذكر الله وعن الصلاة.



وربما تأخر بعضهم عن صلاة العشاء والتراويح في المسجد من أجل مسلسل، وهذا باب إذا فتحته تلجه لأنه يجذبك لما بعد بحلقاته، فإذا قطعته من أوله تفرغت واسترحت، والعجب العجاب أن بعض الناس لا يجدون وقتا للجلوس مع أهاليهم إلا بعد الإفطار إلى العشاء والتراويح، ثم ينفقوا بماذا؟ تسمّر هؤلاء على الشاشة، فهلا نظر بعضهم إلى بعضهم، بدلا من أن ينظروا إلى هذه الشاشات، لو كان شيئا مفيدا فلينظر ويتعلم، فربما يكون فى بعضها علم نافع، أو تذكير، ولكن المسلم لا ينسى أهله والجلوس معهم فى هذه الأوقات العظيمة، فشهر رمضان من أهم المواسم التي تفضل الله بها على عباده، وجعل للعمل المشروع فيها ثوابا جزيلا، فالكيّس من تجهز وشمّر عن ساعد الجد لكى يفوز بالفضل العظيم الذي يناله مستثمرو هذا الموسم المبارك. 





ووضع نصب عينيه أنه عمل أيام معدودات يُرجى منه عتق رقبته من النار، فهو غرم يسير وغنم كبير، والمغفل من لم يرفع له رأسا، ولم يبال بأن ينقضي هذا الموسم وهو صفر اليدين من غنائمه الجزيلة، وفرق ما بين الصنفين، والمسلم إذ يستقبل هذا الموسم المبارك جدير بأن يتجهز له، من خلال التجهز له بالعبادات القلبية بأمور منها أن يحمد الله على النعمة التي أنعم بها عليه حيث بلغه شهر رمضان معافى، وتلك نعمة تمناها من لم ينلها ممن مات قبل أن يدرك رمضان، أو أصيب بمرض لم يستطع معه أن يصوم، ومنها أن يخلص التوبة لله من ذنوبه فإن شؤم المعاصي مما يحرم الإنسان من نيل الخيرات، فمن أحسن ما يفعله المسلم بين يدى الأمور المهمة أن يتوب إلى الله تعالى، ومنها أن يكون صيامه وقيامه طيلة الشهر.





وقيامه فى تحريه ليلة القدر إيمانا واحتسابا لأن الغفران الموعود به لهذه الأمور مقيد بذلك، وأيضا مراعاة آداب الصوم التي هى روحه، وذلك بالكف عن المنهيات القولية والفعلية فإن الصوم تزكية وتطهير وسمو بالنفس فى آفاق النقاء لما فيه من تضييق مسالك الشيطان بترك الأكل والشرب ولما فيه من التعود على ترك المألوف المرغوب، والصائم الذى ترك ما أحل الله له من الطعام والشراب وغيرهما لا ينبغي له أن ينتهك ما لا يحل فى جميع الأوقات من الزور والغيبة والبغى.

تعليقات