بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 مارس 2024
الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وهذه الصلاة التى فيها إجتماع وتعاون، وربما كان في بعض المساجد الكبار أكثر من إمام يتعاونون، فيكون حكم الأئمة المتعاونين كحكم الإمام الواحد بالنسبة لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.
" من صلى مع الإمام حتى ينصرف يعنى يسلم كتب له قيام ليلة" فكأنك قمتها من أولها إلى آخرها، وأنت لم تقم فى الحقيقة منها إلا نحوا من خمس وأربعين دقيقة، ونعم الرجل والمرأة يصليان بالليل، كان بعض السلف يتحسس فراشه ما ألينك ولكن فراش الجنة ألين منك، ثم يقوم إلى صلاته، فيجتمع للمؤمن فى رمضان جهادان لنفسه، جهاد بالنهار في الصيام، وجهاد بالليل فى القيام، فمن جمع بين الجهادين، وُفى يوم القيامة أجره بغير حساب، وقد ذكر سلفنا قاعدة مهمة لأجل تحصيل القيام على ما يرام، فقالوا لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بالليل، وأيضا في رمضان لا تعصه بالليل حتى يسلم لك صيام النهار، فإن من الناس من ينصرف من رمضان، وليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وإن العبرة بالنوعية، فهى إحدى عشر ركعة في السنة.
ويجوز الزيادة، لكن كان يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، والناس من ورائه إذا سكت ليسأل سألوا، فإذا قرأ أنصتوا فلم يتكلموا، هذا إمامهم، وهذه الصلاة مثنى مثنى، لو أراد الإنسان أن يزيد ووجد في نفسه نشاطا، وقد أوتر مع الإمام، فإنه يصلى مثنى مثنى ما شاء الله أن يصلى، ولا يعيد الوتر، لا وتران في ليلة، وإن المصحف في رمضان شيء عظيم، فهو رفيق للمسلم، يقرأ ويتفكر، فلو كان معك مصحف بهامشه تفسير مختصر، فإنك تجمع بين القراءة ومعرفة المعنى، ولا شك أن معرفة المعنى تزيد الإيمان، وإن في رمضان يخرج كثير من الناس زكواتهم، ولا يجوز تأخير الزكاة وهى زكاة المال إلى رمضان إذا حلت قبل رمضان، ولا شك أن الأجر فى إخراجها في شعبان.
إذا حلت في شعبان أعظم أجرا من تأخيرها إلى رمضان، ولكن بعض الناس جعل حوله مبتدأً برمضان ومنتهيا به، فهو يخرج الزكاة فيه، وهذا الإخراج للمال كما قال تعالى " وتحبون المال حبا جما" وفيه تطهير لها من الشح، كما قال تعالى " خذ من أموالهم صدقه تطهرهم " وهذا الإخراج للشح من النفس فيه خير عظيم، ومن يوق الشح فقد وقي شرا عظيما، فقد نجا يوم القيامة لأن الشح منع الحقوق، سواء كانت حقوق مادية أو معنوية، فيجب الوفاء بالحقوق، لكن هذه الزكاة ترى فيها يا مسلم العجب، سواء في الأصناف التي تؤخذ منها، فهي لا تؤخذ من مستعملاتك في الجملة، يعني لا من أثاثك ولا من مراكبك وسياراتك، لا من بيت سكناك، ولا مما أعددته لاستخدامك، لا تؤخذ منها أشياء زائدة عن حاجتك فيها صدقة لإخوانك.
ورعاية لهؤلاء المساكين، ولا يخلو مجتمع منهم، إذا هو طهّرك وزكاك بها ورحم إخوانك بها، وجعلها في هذه الأصناف المعينة، وكان فيها إخراج لحقه ومراعاة لحق عباده، وفيها دقة، فهذه العقارات إذا كانت للإستعمال الشخصى لا زكاة فيها، أما إذا كنت للإستثمار والتأجير فلا زكاة إلا في ريعها لا في أصلها، وإذا كانت للبيع فالزكاة فى أصلها ورقبتها، وهكذا ترى العدل في الإخراج، فيقول لك أهل العلم إذا كان عندك زرع، فإذا كانت السماء تسقيه العشر، وإذا كنت تسقيه أنت نصف العشر، وإذا كان بين بين أخرجت النصف بينهما، وهكذا نجد العدل في الشرع، ونجد الدقة في التصريف، فإن الأصناف الثمانية إذا روعيت كما أمر الله تعالى لن تخرج الزكاة لغير مستحق حقيقى لها، ولو أخرجت زكاة المسلمين حقيقة لما بقى فقير.
وبعض الدراسات تقول إنه لا يخرج من أموال الناس في المصارف إلا العشر، وبعضها تقول خمسة في المائة فقط فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يمسكون.
تعليقات
إرسال تعليق