بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 مارس 2024
الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وهذه فرصة لنا فى الأسرة من خلال الأب والأم مع الأولاد فإن شهر رمضان له طعم خاص، فالتربية على الصيام وفي الصيام لها مفعول خاص، فينبغى الآن اغتنام الوقت فى تربية الأولاد من خلال رمضان، بل رمضان فرصة عظيمة للدعوة إلى الله.
وعندنا مستخدمون في بيوتنا، وكذلك من زملاء العمل من ليس بمسلم، لما يرى الجو كله من حوله تغير فجأة بالإمساك ولا فنجان قهوة، ولا قهوة الصباح المعتادة، ماذا حدث لكم؟ ماذا صار عندكم؟ سيضطر المسلم أن يشرح، ويتحول إلى داعية حتى لو لم يكن من قبل يمارس الدعوة ليقول له نحن المسلمون لدينا كذا وعندنا كذا، والحكم كذا، ونتمسك بكذا، وهذه دعوة، قأنت عندما تشرح لماذا لا تتناول الشاى في العمل، والقهوة المعتادة، بل حتى ولا رشفة ماء، وهذا مما يجعل بعض الكفار يعجبون بهذا الدين من خلال الصيام، وقد قام النبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان وجمع أصحابه على ذلك، بل ورد فى سنن النسائى فى الحديث الصحيح أيضا أنه صلى الله عليه وسلم جمع نساءه لقيام الليل وهي صلاة التراويح.
والتراويح جمع ترويحه، وسميت بذلك لأن السلف كانوا يستريحون بعد كل ركعتين أو أربع ليقوموا إلى الصلاة بتجدد ونشاط، وصلاة قيام الليل فى رمضان جماعة سنة، لا فى غيره، فهذه من خصائص رمضان، وهو الاجتماع على القيام، وكذلك جمع النبى صلى الله عليه وسلم نساءه، فأيضا اجتماع النساء للصلاة في رمضان في المسجد سنة، صف الأقدام لله تربية لأن القيام فيه تعظيم، وكذلك الركوع والسجود، الانحناء يدل على الخضوع، ومعاني العبودية في الصلاة والصيام واضحة جدا وفي سائر العبادات، وعندما يطول القيام تتذكر يا مسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين، يقفون على أقدامهم لا جلوس ولا اتكاء ولا اضطجاع، وليس في ذلك الموقف لأحد معلم، ليس له إلا موضع قدميه، والشمس على رؤوس الخلائق.
والجبار يأتي لينصب كرسيه لفصل القضاء ومعه جنوده، فقال تعالى فى سورة الفجر " وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم" فاجتمع على الناس أسباب للحر الزحام، وتقريب النار، ودنو الشمس، والوقوف في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فيذكرك قيامك هذا الطويل في التراويح، مع أن كثيرا من المساجد تختصر، في هذه الأيام نصف صفحة فإن جاوز صفحة، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يختمون في رمضان مرات في القيام غير التلاوة في النهار، والعباد همم، فمنهم من همته أن يختم في ثلاث، ومنهم من همته أن يختم في خمس أو في أسبوع، ومنهم من همته في الشهر، ومنهم من لا يرجع إلى المصحف إلا في رمضان الذي بعده، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيمانا " يعني تصديقا بوعد الله وبثوابه واحتسابا ويعنى طلبا للأجر.
تعليقات
إرسال تعليق