القائمة الرئيسية

الصفحات

الحريات الدينية محاضرة توعوية لخريجي الأزهر بعلوم طنطا

.

كتب_ إيهاب زغلول
 
  أقامت كلية العلوم جامعة طنطا محاضرة توعوية بمشاركة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية، حول تعزيز الحريات الدينية والتعددية المجتمعية ، بإشراف وحضور الأستاذ الدكتور نهال عاطف عميدة كلية العلوم، والأستاذ الدكتور أمجد سلامة وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وحاضر فيها الأستاذة الدكتورة بديعة الطملاوي أستاذ الفقه المقارن والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، والدكتور حسن عيد مدرس الفقه المقارن بشريعة طنطا عضو خريجى الأزهر، وحضر اللقاء الأستاذ الدكتور عرفة ناصف الأستاذ بكلية الهندسة جامعة كفر الشيخ، الأستاذ سعيد صقر منسق عام بالفرع، الأستاذ تامر أبو زيد مسؤول العلاقات العامة والإعلام بكلية العلوم، وإدارة رعاية الشباب بالكلية. 

في البداية رحبت الدكتورة نهال عاطف بأعضاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، مؤكده على أهمية التعاون في تصحيح المفاهيم لدى الشباب وخلق الوعي المستنير وحماية الأجيال القادمة ، بالفكر والسلوك القويم والقدوة الحسنة والتثقيف الطلابي المستمر بقضايا الساعة وضروريات الحياة المجتمعية، وهو الدور الذي تحرص عليه الكلية من أجل استشراف غدٍ واعد و مستقبل أفضل لطلاب وطالبات الكلية. 

وتحدثت الدكتورة بديعة الطملاوي .. مؤكدة أن ديننا الإسلامي الحنيف احترم التعددية الدينية وحرية العقل والتفكير، وجعلها من مقاصد وضروريات الدين، حيث تضمنت تعاليمه حقوقاً نبيلة للإنسانية قائمة على التعايش واحترام الآخر وحرية الإعتقاد وإقامة شعائره بإرادة مستقلة، والعدل والقسط في الحكم قال تعالي"وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين" وإبقاء غير المسلمين على شرائعهم وعوائدهم باباً من أبواب العداله والحرية قال تعالي" لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" والإسلام يمنح لغير المسلم عهداً بتأمينه وتنظر إلى أبواب الشريعة فتبصر في جملتها أحكاماًكثيرة مبنية على التسامح مع غير المحاربين، فتجد أن الإسلام اباح المعاملات والتعاون في البيع والشراء وقضاء المصالح وإطعام الطعام وكافة الحقوق المترتبه على ذلك قال تعالى"وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعاكم حل لهم"، وحرية العقيدة والفكر في الإسلام لها مظهران أولهما حرية المسلم في تفكيره الديني وفي طريقة فهمه للدين وشرائعه وأسراره، دون أن يحول بينه وبين تلك الحرية تسلط من فرد أو جماعة، والثاني حرية غير المسلم الذي يعيش في دار الإسلام في أن يحيا حياته الدينية الخاصة ويتعبد على طريقة دينه، وينظم شؤون حياته، وأشارت الي جهود فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في إبرام وثيقة الأخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان وتهدف الي أن تكون دليلاً للأجيال القادمة اعترافاً بأننا جميعاً أسرة إنسانية واحدة كما أسس بيت العائلة المصرية التي تعد من ابرذ المؤسسات التي تحافظ على النسيج الوطني والشخصية المصرية والحفاظ على كيانها وتلاحمها الداخلي الذي يحقق الأمن والأمان والاستقرار المجتمعي. 

وتحدث الدكتور حسن عيد.. مؤكداً أن الله تعالى خلق الناس بحسب فطرتهم متماثلين وكذلك ولدتهم أمهاتهم احراراً متكافئين، ولكن دخولهم في ملاحم الحياة الاجتماعية ينزع عنهم لباس التماثل والتساوي ويرفع بعضهم فوق بعض درجات وقدجمع هذه الأطوار قوله تعالي"ياأيها الناس إنا خلقنا كم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفواإن أكرمكم عند الله اتقاكم" وقد روعي في الإسلام فطرة الله التي فطر الناس عليها فوضعت تكاليفها على شكل التكافؤ واديرت على منهج المساواة فلا فضل فيها لشريف على من دونه سوي بالعمل الصالح والتقوى" إن أكرمكم عند الله اتقاكم "، والمسلمون ملتزمون بالمبدأ القرآني: "لا إكراه في الدين" وقد مارسوا عبر التاريخ التسامح وقبول الآخرين الذين عاشوا في ظل الدولة الإسلامية، قال تعالى "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ، ذلك لأن الإسلام احترم العقل البشري، وجعل له حرية اختيار الصالح أو ضده، ليترتب على ذلك جزاء الاختيار من ثواب أو عقاب، والإسلام دين الإحسان وحسن الجوار والرفق والرحمة والتواد والتعايش المشترك وتعمير الأرض وبناء الإنسان والأوطان، كما فتح الإسلام باب الحرية الفكرية في فهم الدين والاجتهاد فيه ، فعرف المجتمع الإسلامي منذ عهده الأول الخلاف في فهم نصوص القرآن ونصوص الحديث واستنباط الأحكام، واختلفت مذاهب علماء الكلام وظهرت المذاهب الفقهية وهو دليل واضح على تعزيز قيمة الحرية والتفكير وبناء الأفراد والمجتمعات..

تعليقات