القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن التاءب من الذنب كمن لاذنب له


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 24 فبراير 2024

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يمدح أصحابه الشجعان، ويقويهم ويؤيدهم ويعلم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمدحهم أن الشجاعة لا تعتمد على قوة بدن، ولا على طول في الجسد، ولا على صلابة في العظام، وإنما الشجاعة هاهنا، وإن الشجاعة أن يكون القلب شجاعا، أن يكون القلب مقداما وكم من أقوام ترى أحدهم في جسم البغال، وأحلام العصافير ولا يكاد ربما يقوى على قتل حشرة تؤذيه، أو تؤذي أهله ولذلك كان السلف رحمهم الله تعالى.





يعلمون أن الشجاعة لا تعتمد على قوة جسد أو تعتمد على طول أو عرض إنما تعتمد على إقبال داخلي البراء بن مالك رضي الله تعالى عنه يراه الناس نحيلا قصيرا ربما حركته الريح، فاللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وسؤء، ولقد وضع الله تعالي حكمه وشرعه في كتابه الكريم وهو القرآن قبل خلق الإنسان فهو الميزان لنحكم به بالعدل وأمرنا أن نقيم العدل وألا نطغي ولا نخسر الميزان، وكما وضع الله الأرض وما فيها من نعم للناس لنشكره عدد نعمه ولنؤمن ونحسن العمل وكما وضع الله تعالي أول بيت للناس ببكة مباركا وهدى للعالمين فيا أخي المسلم تدبر وانسخ وانشر ليعلم الإنسان بأن كتاب الله وهو القرآن هو الميزان ليحكم بموجبه ونهى الله الطغيان والخسران، وكما وضع الله الكتاب في الآخرة في عمل كل إنسان. 






ينشره يوم الحساب يوم العدل الذي لا يظلم فيه أحد وليعلم الإنسان ما وصى به الرحمن للوالدين من إحسان "وقل رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا" رب اجعلنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وحكموا بميزان شرعك وكتابك ولا تجعلنا من المخسرين وادخلنا برحمتك جنة النعيم، ومن السماحة في الاسلام أن المذنب اذا إستغفر فإنه يجد الله تعالي غفورا رحيما والنبي عليه الصلاة والسلام يقول "التاءب من الذنب كمن لاذنب له" والنصارى المسيء فيهم يعترف للقسيس بذنبه فيعطيه صك الغفران، فأنت اليوم أيها الإنسان على ظهر هذه الحياة الدنيا، فتذكر في نفسك ماذا أعددت للقاء الله جل وعلا، فأنت لست معمرا في هذه الحياة الدنيا، ولست مخلدا في هذه الحياة الدنيا، فإنها حياة زائلة.





حياة متاع، إنما هي متاع يسير، إنما هي متاع زائل، فإيانا وإياكم معشر المسلمين أن تغرنا هذه الحياة الدنيا، عما خُلقنا من أجله، وهو عبادة الله جل وعلا، فإننا خلقنا الله تعالي لتحقيق العبادة، خلقنا الله لتحقيق الإسلام، وأركان الإسلام التي فرط فيها كثير من الناس، فرطوا في واجبات دينهم، وفي فرائض الإسلام، ما هي إلا أيام، ويرحل من هذه الحياة الدنيا بما قدمه من عمل، فإنه لن يتبعك مال، لن يتبعك أيها المسلم عمارة ولا أرض، ولا عشيرة ولا قبيلة، كل هؤلاء سيوصلونك إلى حفرة ضيقة وإلى تراب، وليس واحد منا إلا ومصيره إلى تلك الحفرة، إما روضة من رياض الجنة، إن كان من الصالحين، وإما حفرة من حفر النيران إن كان من المجرمين، أعاذنا الله وإياكم من عذاب القبر.

تعليقات