هنا نابل | بقلم المعز غني
عِش أيّامك كما لو أنّها هديّة لا تُعاد ،
وعِش لياليك كما لو أنّها إعترافات القلب الأخيرة قبل أن يسرقها الصباح .
لا تؤجّل الفرح ، ولا تؤجّل الضحكة ، ولا تُراكم الأحلام في زوايا الإنتظار ، فالعمر لا ينتظر أحدا ... والعمر لا يطرق الباب مرتين .
إذا منحتك الحياة ضحكة ، فاضحكها من القلب ، ضحكة صافية لا تشوبها حسابات ولا تقيدها مخاوف .
ضحكة تُشبهك ، تُشبه طفولتك الأولى حين كنتَ تضحك لأنّك حيّ فقط . لا تكتم الفرح في صدرك ، فالفرح المكتوم يذبل كما تذبل الزهور إذا حبست عن الضوء
وإن أهداك العمر فرحًا ، فأقبل عليه دون تردد ، ولا تسأله من أين جاء ، ولا كم سيبقى .
فالأيام شحيحة في إهداء السعادة ، والعمر كريم فقط مع من يعرف كيف يحتضن لحظاته .
الحياة ليست وعدًا دائمًا بالبهجة ، لكنّها تمنحنا ومضات، قطرات صغيرة من الفرح ، قد تمر خفيفة ،وقد لا ينتبه لها إلا أصحاب القلوب اليقِظة .
تمسّكوا بتلك القطرات ، وإجعلوها سببًا للاستمرار ، وإجعلوها معنى للحياة السعيدة ، فمن لا يعرف قيمة القليل ، لن يسعد بالكثير ، وكم من إنسان أضاع عمره في إنتظار اللحظة المثالية
فمرّ العمر ولم تأتِ اللحظة ، وكم من إنسان صنع من اللحظات البسيطة حياة كاملة ، فصار الغد عنده أقل خوفًا ، وأكثر أملًا .
سلامٌ على الوجوه الصافية ، على من يملكون وجهًا واحدًا لا يتلوّن
وجهًا بشوشًا كوجه فتاة جميلة ، كلّما نظر إليها المتمعّنون إستراحوا وقالوا: ما شاء الله ، والله يبارك ويزيد .
هؤلاء لا يرهقون القلوب ، ولا يسرقون الطمأنينة
وجودهم وحده كافٍ ليعيد التوازن للأرواح المتعبة .
سلامٌ على البسطاء ، على الذين لا يُجيدون التمثيل ولا يعرفون الأقنعة ، يحبّون بصدق ويغضبون بصدق، ويفرحون بصدق....
فصدقهم نعمة في زمن إزدحمت فيه الوجوه وتاهت المعاني .
في النهاية ، لا تبحث عن السعادة في الضجيج ولا تنتظرها من الآخرين ، أصنعها بنفسك ، من إبتسامة ، من كلمة 💬 طيبة ، ومن قلب نظيف لا يحمل حقدًا ولا ضغينة .
عِش أيّامك … عِش لياليك …
فالعمر رحلة قصيرة ، وأجمل ما فيها أن نصل ونحن أخف روحا
وأصدق قلبًا ، وأكثر إمتنانًًا لكل لحظة فرح مرّت بنا ، ولو كانت عابرة .
بقلم المعز غني
عاشق الترحال وروح الاكتشاف

تعليقات
إرسال تعليق