عندما يصمت العالم ويبقى الصوت داخلك

بقلم/نشأت البسيوني 

عندما يصمت العالم ويبقى الصوت داخلك تبدأ تدرك أن كل شيء حولك كان مجرد ضوضاء وأن الأشياء اللي كنت بتظنها مهمة ما كانتش غير تجارب تصقل روحك وتعلمك الصبر وتقوي قلبك وتخليك تعرف نفسك أكتر وتفهم حدودك وتعرف مين يستحق وجودك ومين مجرد مشهد في حياتك الناس اللي قابلتها كانت دروس مش مجرد وجوه يمكن ضحكتهم كانت قاسية ويمكن 

صمتهم كان أرحم ويمكن رحيلهم كان حماية منك لنفسك ويمكن وجودهم كان اختبارات لصبرك ووعيك وفي كل لحظة وجع كنت فاكرها هزتك اكتشفت أنها بناء جديد في داخلك كنت فاكر إنك لو خسرت حاجة هتتدمر لكن الحقيقة إن اللي اتخسر كان مجرد وزن زايد على روحك واللي فضل كان الجوهر اللي بيخليك قادر تمشي وتكمل حتى لو الدنيا كلها تقف ضدك وتلاقي نفسك واقف وحدك 

قدام الاختيارات الكبيرة قدام القرارات اللي تحدد مصيرك قدام الناس اللي بيستحقوا قلبك فعلا واللي مجرد ضيوف في الطريق ومع كل خطوة جديدة تتعلم إنك مش محتاج برضا العالم كله مش محتاج تصديق أي حد على قيمتك مش محتاج توقعات الناس تملي حياتك مش محتاج كلام حد يحدد سعادتك ولا خوف حد يمنعك من حرية قرارك كل اللي محتاجه إنك تعرف مين انت وإيه 

اللي يريح قلبك ويملأ روحك بالطمأنينة وتبدأ تحمي نفسك من كل اللي يقلل منك أو يحاول يسيطر على ضميرك أو يسرق طاقتك أو يضعف عزيمتك وتبقى واعي إن الحياة مش منافسة مع حد مش اختبار للآخرين مش تحدي لأي حد كل اللي محتاجه إنك تكون مع نفسك صادق عارف حدودك صافي قلبك واضح نواياك ومهما كانت الرياح قوية مهما كانت العواصف ضاغطة تفضل واقف ثابت مش 

عشان حد يشوفك مش عشان حد يفتكر إنك قوي لكن عشان تعرف قيمتك وتحمي روحك وتحافظ على النور اللي جوانك وتنور لنفسك قبل أي حد وتبقى قادر على الابتسامة رغم كل اللي فات والرحلة اللي جايه تفتح لك أبواب جديدة أبواب أهدأ أبواب أنقى أبواب مليانة ناس تشاركك نفس الوعي ونفس الاحترام ونفس القدرة على الحب والحياة وتفهم أخيرا إن القوة الحقيقية مش في السيطرة 

على العالم مش في فرض رأيك مش في كسب كل الناس القوة الحقيقية في إنك واقف على أرضك صافي قلبك مطمئن روحك واعي قدر نفسك قادر تحمي نفسك وتختار السعادة اللي تستحقها وده اللي يخليك تمشي الطريق كله مهما طالت خطواته ومهما

 تقلبت الأيام